• ×
الثلاثاء 16 أبريل 2024 | 02-10-2024

صغار كنَّا فأسرار لَنَا

6
0
2515
 
صغار كنَّا فأسرار لَنَا



لا أدري لماذا ذهبت بي الذاكرة إلى أكثر من خمسة وثلاثين

عام مضى، تأملت وسرح بي الفكر. الوقوف على مشارف ذكريات

الماضي يثير دائما الخواطر، لأنها تحمل بين طياتها طرائف حيناً ومواعظ

أحياناً. تلك الذكريات صوّرت لي الحياة رحلة محفوفة باللامبالاة وشقاوة طفولة

على طريق يسلكه كل فردٍ أيام شقاوة طفولته، خاصةً في أمور اللهو والتسلية.



وممّا استوحيته من ذكريات الطفولة تلك المغامرات التي أقوم بها عبثاً والتي ليس لها أيّ مبرر يذكر. وفي احدى تلك الأيام رأيت أفعى نائمةً بجوار شجرة، فتهللت أساريري للعب واللهو والترفيه بها. وبعيداً عن كل منطق فقد دعوت أخي النبيل سند محمد الحطاب أنذاك الوقت و\"أبو خالد حاليا\" للإستمتاع معاً ومن دون أن نحسب حساباً لتلك الأفعى السامة. بدأنا وقتاً ممتعاً بمشاركة الأفعى بعد أن أَزَحَناها بواسطة عصا لمسافة قدمين عن جذع الشجرة دون أن نسبب لها أيّ أذى. كانت اللعبة عبارة عن أن مَنْ مِنا يستطيع المرور مشياً بين الشجرة والأفعى؟! كلانا اجتزنا بسلامة المسافة الضيقة مابين غصون الشجرة ونابي الأفعى التي كانت تتهيأ بطوي نفسها لإلتهام مَنْ أقترب إليها. ورغم أنني أدرك الآن تماماً مخاطر لهونا بعيداً كنَّا عن أعين أهلنا غمرتني موجة ارتياح لزمن البراءة الذي لم يلوثه زمن أغاني الفيديو كليب وأفلام العشق والهوى ومواقع الإنترنت الإباحية ورفاق السُّوءِ! ولاسيما فيما نقرأه في عصرنا هذا عن كثرة اختفاء الأولاد والبنات في وضح النهار في هذا الزمن العجيب، عصر كثر فيه انتشار فساد الأخلاق، والذمم، وموت الحياء.



تذكرت وقد تأثرت بما تأملت وما استرجعت وما كتبت.



سعد محمد الحطاب