• ×
الخميس 25 أبريل 2024 | 02-10-2024

أفضل الكلمات أنفعها للآخرين

6
0
2433
 
احبتي في موقعنا الأغر مساؤكم ورد الخزامى
أضع بين يديكم مقالتي الجديدة كتسجيل حضور
شكراً، وإلى لقاء ..
***
نحن ندرك أن المبدع يبدع بكتابة قصيدة، أو قصة قصيرة، أو قصة قصيرة جداً، أو خاطرة، أو مقالة. سؤال أطرحه على نفسي دائما ولكنني لم أجد له إجابة، إجابة تتجلى في حقيقتها، ولن يختلف اثنان في أن الشاعر والروائي والكاتب أكتسبوا سمات الأدب، فكلهم داخل إطار الأدب. ولكن ماهو الفرق بين الشاعر والروائي والكاتب ؟ كيف نحدد هوية ومسار الاختلاف بينهم؟؟
إذن من هو الشاعر؟
ومن هـــو الـروائي؟
ومن هـــو الكــاتب؟

وهنا تأملت الشاعر السوري نزار قباني مع كل التقدير لبقية الشعراء، فقرأت مقطعاً من قصيدته حين قال:
- ماللعـروبــةِ تبــدو مــثـلَ أرملــةٍ؟
- أليــس فـي كـتبِ التاريخ أفراحُ؟
- والشــعرُ ماذا سيبقى من أصالتــه
- إذا تــولاهُ نــصَّـــابٌ .. ومــــــدّحُ

فنزار يصف يومنا هذا ككل الشعراء، وأقصد الوضع المؤلم للشعبين الشقيقين في فلسطين والعراق، أي أن الشاعر لديه حاسة سادسة يقيس بها مجريات الأمور بمقياس الحدس. فهل نستطيع القول بأن الشاعر يكون جنساً أدبياً قادراً على الإحاطة بملاحم الحياة المستقبلية؟ وعندما قلنا ذلك، هل استطعنا استجلاء جنسيته؟ أبإمكاننا أن نرجح كفة الشاعر ليكون الأقرب إلى المتلقي؟ لا أعلم كيف يكون ذلك بيد إن الروائي استطاع من خلال الإمساك بمفردات اللغة استيلاد عواطف البشر. ليس لدينا شك بشاعرية أمير الشعراء أحمد شوقي، فهو أكبر شاعر في عصره ولكن ماهو مدى قابلية المتلقي لو قرأ بعضاً من قصائد المديح التي أنشدها أحمد شوقي؟ يقولون أنه كان يوماً في نزهة مع الخديوي عباس وكان ذلك اليوم شديد الحرارة ممّا جعل عباس أن يعطي مظلته الشمسية لأحمد شوقي ليقي هامته من حرارة الشمس، فقال أحمد شوقي مترجلاً:
- مولاي عباسُ أهدانـي مظلتــــه
- يظلّــــل الله عباســــاً ويـرعــــاه
- مالي وللشمس أخشاها وأرهبها
- مَن كان في ظله فالشمس تخشـاه

بالله عليكم وهل الشمس تخشى المخلوق أم الخالق؟! وفي تلك الأيام يقال أن مصراً ضربها زلزالاً فأحدث دماراً في مدينة القاهرة، فتقدم شاعر آخر أمام الخديوي فقال:
- مازلزلت مصر من ضر يراد بها
- لكنها رقصت من عدلكم طربــــا

أني أعرف يقيناً أنه كذب !

وهذا المتنبي يقول:

يحــاذرني حــتفي كأني حــتفــه
وتنكزني الافـعـى فـيقتلها سُــمّي

أترك المجال لفطنة القاريء العزيز فيما
قاله المتنبي

إذن الشاعر يبقى شاعراً يكتب بمبالغة تقارب الكذب إلا من رحم ربي، ولك أن تتخيّل كما تشاء !
أما الروائي فأنه يكتب مع التمسك بالاحتمالات، وإما الكاتب فهو يكتب عمّا تخفيه الستائر إذا استطاع استكمال الدقة !
أستأذنكم سأنهي مرحلة التأملات والتساؤلات هَهُنا وأرحب بكل من يسدد كلماته بواقعية دون أيّ ميل إلى فرد ما، أو مجموعة ما، لا لإرضاء لمن يكتب لأجله أو لأجلهم بل، أفضل الكلمات أنفعها للآخرين وأحبها لرب العالمين.


سعد الحطاب ..