• ×
الثلاثاء 23 أبريل 2024 | 02-10-2024

الشائعات التي يراد بها الفتن وإثارة البلبلة !

9
0
2582
 





يقال إن أبا الشمقمق كان يأكل الطعام بالطريق في إحدى أسواق بغداد، فقبض عليه عامل الشرطة وزجره، وأمره أن يتوقف عن الأكل، وأخبره أن الأكل أمام الناس وبالطرقات مذموم ومكروه شرعاً وعرفاً، فقال الشمقمق ممتعضاً: وأي ناس تقصد؟ فأجابه: هؤلاء المارة بالسوق، إلا تراهم؟ فضحك الشمقمق ساخراً، وقال: لكن لا أرى أمامي إلا بقـرا رعاع ينعقون مع كل ناعـق، وهمّهم علفهم، فغضب الشرطي، وقال هؤلاء ناس محترمون، ولماذا تستهزئ بهم، والله لأخذنك بذنبك إلي مدير الحبس لسجنك، فأستوقفه الشمقمق وراهنه إنهم بقر، وإنه سيثبت ذلك أمام أم عينيه، فوافق الشرطي، فصعد الشمقمق مرتفعاً بالسوق، ونادي بأعلى صوته: أيها الناس! أيها الناس! فهبوا نحوه، واجتمعوا حوله كي يعرفوا صوله وأمره، فقال: لقد سمعت أبي عن جدي بما رواه عن جده وعن جد جده، عن فلان قال: إني سمعت رسول الله يقول: من أوصل لسانه أرنبة أنفه دخل الجنة، فما انتهى الشمقمق من هرجه، وإذا بالناس تتجه لكل صوب .. وتخرج ألسنتها وتريد إيصالها إلي أرنبة أنفوها، فضحك الشمقمق من المنظر وضحك الشرطي، فقال: هل رأيت، أهؤلاء الناس الذين أخبرتني عنهم، أم هم بقر وأضل سبيلاً، فقال الشرطي والله إنهم كذلك، وصدق أمام الفصحاء وسيد البلغاء الذي قال فيهم همج رعاع، وأتباع كل ناعـق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق ،،
انتهت قصة الشمقمق

أعزائي ما دفعني إلى إيراد هذه القصة والسبب في كتابة هذا المقال ..هو الحاصل في مجتمعنا هذه الأيام من سرعة انتشار الأكاذيب والشائعات والقصص التي يراد بها الفتن وإثارة البلبلة .. وخصوصاً بوجود أدوات " التكنولوجيا" خاصة إلى ما يتناقله الناس هذه الأيام بأجهزة التواصل الاجتماعي بعصر العولمة.. كالوات ساب وال فيس بوك، والبريد الإلكتروني، وغيرها من برامج حديثة التي تساعد على انتشار هذه الأكاذيب بلمح البصر .. والواجب على المستمعين وقرأء هذه العبارات بكل ما تحمله من لفظ إن لا يساعدوا على انتشارها ونقلها .. بل عليهم استخدام عقولهم وتمييز الخبر الصحيح من الكاذب ونقل المعلومة الصحيحة والمفيدة بنفس الوقت تهميش الخبر المسي والمضر حتى لو كان صحيح .. ولنتعظ بآيات الله وأخلاق نبيه العظيم، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾ أن الله تعالى وهبنا نعمة فضلنا بها بقية الخلق إلا وهي نعمة العقل .. ومن أهم أسباب شكر هذه النعمة استخدامها استخداماً سليماً وصحيحاً .. وأن لا نركنها ونقوم على البركة كمن يسير في ظلمة محلكة ولا يدري آين الاتجاه الصحيح .. وهو معه نور يحمله لا يريد استخدامه لان أحدهم وصف له الطريق وصفاً جيداً..

فيجب علينا نحكم عقولنا قبل اتخاذ كل خطوة نخطوها أو قرار نتخذه خصوصاً لو كان يخص أشخاص آخرين .. لذا من الأفضل والأسلم وضع الأمور بميزان العقل والترجيح ..

ودع ما يريبك إلى ما لا يريبك والسلام،،


ســـند بن محمد الحطــــاب ،،