[ALIGN=CENTER]موقع عشيرة ال عجي – لقاءات حصرية – سعد الحطاب :
إن النجاح يبدأ بحلم يتبعه قرار ببدء السعي والعمل، كما أنه الخطوة الأخيرة على الطريق نحو التميز. والنجاح يتخذ له شكلاً يختلف من شخص إلى آخر وهاهو ضيفنا الشيخ الفاضل ونيس بن حجاج الرماحي العجي الذي يسكن في منطقة الجوف ويعمل في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورئيس مركز محافظة صوير وإمام جامع الرحمانية بالجوف. لم يتفرغ للعمل بل، زاد عمله وتوسع فكره وبدأ الطريق مجدداً لنيل درجة البكالوريوس مع نهاية هذا العام إن شاء الله.
وهاهي نقطة الحوار مع ضيفنا القدير أبي يوسف:
ـ بداية المرحلة التعليمية كانت في عام 1405هـ وكان عمري آنذاك إحدى عشر عاماً.
ـ كانت المدرسة تبعد عنا لأكثر من ثلاثين كيلومتر وكانت الطرق صحراويةً وغير معبدة.
ـ كنا نستخدم سيارات خاصة على حساب الأهل والجيران ذهاباً وإياباً من وإلى المدرسة وكنا جالسون في صندوق السيارة المكشوف صيفاً وشتاءً حتى عام 1408هـ فرحلنا من البادية ونزلنا في منزلنا الكائن في مدينة سكاكا الذي بناه والدي يرحمة الله رحمةً واسعة وقد كنت ابلغ من العمر الخامسة عشر في الصف الرابع الابتدائي واستمررت في تكملة تعليمي حتى أكملت المرحلتين المتوسطة والثانوية.
ـ لكل شخص له شخصيته المستقلة، فتعلمت من والدي يرحمه الله كيفية الاعتماد على النفس سواء كانت الأشياء صغيرة أم كبيرة وعدم الاعتماد على الغير مهما كلف الأمر، وزرع الثقة بالنفس، والنصح الصادق كما فعل جيله، وكما تعرف أخي سعد أن كل أب بشكل عام هو ذلك الإنسان الذي صهرته التجارب وأنضجته الخبرة، وهنا يجب ان يدرك الأبناء قيمة مايقدمه كل أبٍ لأسرته من خلاصة تجاربه في الحياة.
ـ ظروف مصادر الرزق كانت هي السبب الرئيسي، وهناك عوامل أخرى قد كرست البقاء في هذه المنطقة كبناء البيت، وارتباط شقيقي سعدي أبي مشاري بالعمل في الدفاع المدني لكونه هو الذي كان عليه الاعتماد بعد الله لمراعاة شؤون أسرتنا ولأنه كان هو المقيم عندنا من إخوتي الكبار.
ـ هناك أماكن أثرية مثل قلعة زعبل وقلعة مارد وهما قلعتان أثريتان جداً، وأيضاً هناك طبيعة الأرض المتنوعة حيث تجتمع فيها الجبال والنفود والسهول الممتدة لمسافات طويلة لاسيما الزراعة بكل أنواعها ومن أهمها زراعة الزيتون والنخيل التي تعطي طابعا خاصا إضافيا.
ـ كان حلماً قديماً لم تنسيني إياه تقلبات الظروف ولم تمنعنى من التفكير به، وحينما سنحت لي الفرصة سارعت إلى البدء في تحقيقه راجياً من الله التوفيق.
ـ جهود الهيئة في الخفاء هي إضعاف مايظهر للعلن خاصة فيما يتعلق في البيوت، والأسر، وهموم الشباب من الجنسين، والأهم من ذلك الإسهام في معالجة المخالفات قبل حدوثها وتجفيف منابع الشر ونسأل الله التوفيق.
ـ مثل هذه الأمور هي مسئولية جماعية وليس فردية تتعلق برفع مستوى الوعي والثقافة لدى الجهات المختصة والأهالي وأصحاب الأسواق فلو كل قام بواجبه من جميع الأطراف المذكورين لتقلص الكثير من هذه الظواهر غير اللائقة.
ـ نعم هذا صحيح، بكل أسف، وهناك محاولات أتمنى أن ينجح شيء منها ومن هذه المحاولات كتهيئة ناحية في السوق تكون ملائمة لهذا الغرض كحل ايجابي.
ـ الذي خلق الإنسان رسم له طريقاً لإسعاده، عَلَمه من عَلَمه وجَهله من جَهله، { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا } طه 124 فلا طريق للسعادة فى الدنيا سوى الطريق الذى رسمه الله لنا، ولا طمأنينة للإنسان أبداً بل، صدره ضيق حرج لضلاله وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك فلا يزال في ريبة يتردد.
لأن السعادة حالة للنفس حينما تعيش في توافق مع الكون الذي يحيط بها ولن تصل إلى هذا التوافق إلا بالعبودية الخالصة لله عز وجل.
عندما تعتقد جزما أن الله تعالى هو المعطي والمانع، وهو الخافض والرافع، وأن كل شيء من فضل الله تعالى وتيسيره لك فلن تبتئس أبداً. ولذا كانت كل أحوال المسلم خيرا، ونفسه من أكثر النفوس اطمئناناً وإقداما، أو هكذا يفترض أن يكون.
*
ـ هذه الظاهرة سمة هذا الزمان، وطبيعة الإنسان ملول حتى أنه يمل من النعم، ولكن لو نظر الإنسان إلى من هو دونه مادياً و صحياً واجتماعياً لزالت عنه كثيراً من هذه الأثقال الواهمة، وقد قال الشاعر إيليا أبو ماضي:
أيُّـــذا الشاكــي ومـــا بـــك داء = كن جـــميلا ترى الوجود جميلا
هـــو عبء عـلى الحيـاة ثقيـــل = من يظـــن الحيـاة عبئـــا ثقيــلا
والـــذي نـفســـه بغـــير جمـال = لا يرى في الوجود شيئا جميـلا
فتمتع بالصبح ما دمـــت فـــيه = لا تخـف أن يزول حتى يزولا
ـ هذا الجانب من الجوانب المقلقة لنا حقاً، لإحساسنا بأنه لابد أن يكون لنا في الهيئة دوراً نافعاً وملموساً لأن البيت هو نواة المجتمع فإذا صلحت هذه النواة فما رأيك في المجتمع ؟
ـ الخلل في النشأة أدى إلى عدم الإحساس بالمسئولية واللامبالاة، فأنظر إلى كيف أن الإنسان حينما يكون كذلك تهون لديه ارتكاب هذا الخطأ الفادح الذي يشمل ويتعدى ضرره الزوجين والأسرة بأسرها.
ـ أول نصيحة لإخواني الشباب هي لا تطلق، لا تطلق، لا تطلق، وفكر ألف مرة قبل أن تلفظ هذه اللفظه الكريهة شرعاً وعقلاً، فأن كنت لابد فاعلا، فلا تستعجل وأجل ذلك إلى أجلٍ لعل الله إن يجعل بعد ذلك فرجاً، وأدعوك أخي إن تقرأ وتتأمل أول سورة الطلاق { قال تعالى: يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا } وقد تضمنت السورةُ حشدًا هائلاً من الترغيب والترهيب لبيان خطورة الأمر، ويجب الالتزام بها، والوقوفُ عند حدودها، فإن من يخالفها يحاسبه الله حسابًا شديدًا ويعذبه عذابًا نكرًا، وتكون عاقبةُ أمره خسرا.
ـ مما لا شك فيه أن الإسلام جاء بتحصيل كل فضيلة، والمروءة خلق جليل وأدب رفيع تميز بها الإنسان عن غيره من المخلوقات، ومن أهم العوامل التي تحقق هذا الهدف السامي هي صدقٌ في اللسان، وبذل للمعروف، وعلو الهمة، فكلما علت الهمة ازدادت المروءة الرامية إلى الارتقاء إلى مراتب كرم النفس وهو مقدم على كرم اليد، وقد قال الشاعر:
أداعــب ضــيفي قــبل إنــــزال رحــلــه=ويخــصــب عــندي والمــكــان جــديـب
وما الخصب للأضياف أن تكثر القــرى= ولــكــنمــا وجــه الكــريــم خــصــيــب
ـ أولها الكذب، والتصنع، ونقص الدين، وقلة الحياء، ولا يفعلها إلا أرعن أو متصنع كذاب.
ورحم الله الإمام الشافعي يوم قال: \” والله لو كان الماء البارد يُنقص من مروءتي لشربته حاراً \”
عيرتني بالشـيب وهو وقـارُ=ليتهــا عيرتني بما هو عــارُ
إن تكن شابت الذوائب منـي=فـــالليالي تــزينــها الأقــمارُ
قال الله تعالى: (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ)
يرى كثير من المفسيرين أن النذير هو: الشيَّيْب.
نذيرٌ .. لمراجعة كشف الحساب .. قبل يوم الحساب.
وفي هذا دليل على أنه كلما طال بالإنسان العمر، كان أولى بالتذكر، فالواجب على الإنسان أن يحرص في آخر عمره على الإكثار من طاعة الله، ولا سيما ما أوجب الله عليه، وأن يكثر من الاستغفار والحمد ونسأل الله أن يحسن لنا ولكم الخاتمة والعاقبة، وأن يجعل خير أعمارنا أواخرها، وخير أعمالنا خواتيمها.
*
ـ من واقع خبرتي المتواضعة فأني أؤكد أن ذلك يسير ولا يخفي على أحد حيث يظهر ذلك من خلال اضطراب الوضع لديه، فكلامه مخفي ومبهم ولا يتجرأ على رفع صوته ابداً بل، يكتفي بالتمتمات والحركات.
ـ الإنسان بلا دين بلا شيء. فعليه باغتنام الفوائد.. وقد تابعت حياة العديد من المشاهير سواء كان من المسلمين أو من غير مسلمين وعرضت هذه السير على دين الله، فلم أجد لها قيمة تذكر إلا عندما ختمت برضا رب العالمين. أوصيهم ونفسي بتقوى الله في السر والعلن، وأوصيهم بأن يغتنموا شبابهم قبل هرمهم، وصحتهم قبل سقمهم، وغناءهم قبل فقرهم، وفراغهم قبل شغلهم، وحياتهم قبل موتهم، وهذه وصية المصطفى صلى الله عليه وسلم .. وكفى.
ـ استثمار الوقت، وإخلاص العمل لله وإخلاص النية لله ، والحذر من الكبر فإن الشيطان إذا عَجز عن صرفك عن طلب العلم آتاك من الباب الآخر ونفخ فيك روح الكبر.
*
.
ـ اشكر القائمين على الموقع عامة وخاصة نافع المحيا الذي جعل هذا الموقع حلقة وصل بين أفراد العشيرة وأدعو كل زائر أن يكون له بصمة، واعدكم أن أكون بينكم إن شاء الله واشكرك أخي سعد الحطاب على إجراء هذا الحوار.
حاوره/ سعد الحطاب ..[/ALIGN]
اترك تعليقاً