الرئيسية Archives for محمد المتروك

محمد المتروك

  • مناسبة عشاء نافع بن محيا آل عجي على شرف بعض رجالات عنزه

    مناسبة عشاء نافع بن محيا آل عجي على شرف بعض رجالات عنزه

    ملتقى آل عجي – اللجنة الإعلامية :

    أقام

    نافع بن محيا آل عجي

    مناسبة عشاء مساء الجمعة 27 – 12 – 1444 هـ
    في منزله بالحفير
    على شرف بعض رجالات عنزه
    يتقدمهم

    الشيخ سعود بن طلب العنزي
    الشيخ فايز بن معزي العنزي
    الشاعر سالم بن محمد العنزي
    الشاعر غنــام عوض الحبلاني
    يوسف الخميش
    كساب صالح العنزي
    فجر الادهم العنزي
    عبدالكريم دغيم العنزي
    خالد بن سعود العنزي
    خالد بن فايز العنزي
    صالح بن كساب العنزي
    سعود بن سالم الشميلي

    وقد أقيمت عدد من الشبات قبل وبعد مناسبة العشاء
    قبل العشاء

    – عبيد ضيف الله الدبلان
    – سليمان عبدالله العامر
    – مرضي متروك السرعوفي

    بعد العشاء

    – محمد حمدان المخلف وإخوانه

    وإليكم الصور:

    شبة سليمان عبدالله العامر
    شبة مرضي متروك السرعوفي
    شبة محمد حمدان المخلف واخوانه
    شبة عبيد ضيف الله الدبلان
    صور مناسبة عشاء نافع محيا آل عجي
  • الشاعر نافع بن محيا آل عجي يجري عملية جراحية تكللت بالنجاح

    الشاعر نافع بن محيا آل عجي يجري عملية جراحية تكللت بالنجاح

    أجرى

    الشاعر نافع بن محيا آل عجي

    عملية جراحيه في أوتار ألكتف الأيسر، تكللت بالنجاح ولله الحمد بالنجاح، وكان ذلك في مستشفى الأمير متعب بن عبدالعزيز بالجوف على يد الدكتور المميز

    صقر الرويلي

    يوم الأربعاء الماضي الموافق 26-7-1445هـ .

    الحمد لله على السلامة أبو فيصل وطهور إن شاء الله تعالى

  • الجمعية السعودية للمحافظة على التراث تكّرم الشاعر نافع محيا آل عجي

    الجمعية السعودية للمحافظة على التراث تكّرم الشاعر نافع محيا آل عجي

    حصل الشاعر

    نافع محيا آل عجي

    على شهادة شكر وتقدير من الجمعية السعودية للمحافظة على التراث، وذلك نظير مشاركته ومساهمته الكريمة ضمن ورشة العمل التعريفية لترشيح ملف الشعر النبطي على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)ز

    جاء ذلك خلال ورشة العمل التي أقيمت بحضور كوكبة من الشعراء والشاعرات بمنطقة حائل ، بفندق الميلينيوم بجامعة حائل، بتاريخ15 – 6 – 1445 هـ الموافق 7 – 1 – 2024 م .

    وثمنت الجمعية جهود الشاعر “نافع آل عجي” القيمة في حفظ وتوثيق التراث والسعي لإحيائه ونقله للأجيال القادمة، متمنين له مزيدا من التقدم والنجاح والاستمرار ف هذا العطاء.

  • تم تعيين عدد من أبناء عشيرة العجي

    تم تعيين عدد من أبناء عشيرة العجي

    ( موقع عشيرة العجي ) خالد الغربي :

    بسم الله الرحمن الرحيم :

    تم تعيين عدد من أبناء عشيرة آل عجي وهم :

    1- محمد سليمان المشيط ( حفر الباطن )

    2- عبدالله بشير المغيص ( منطقة الجوف )

    3- عبدالمجيد عيادة المشيط ( منطقة الجوف )

    4- إبراهيم نهار المغيص ( منطقة الجوف )

    موقع وإدارة عشيرة آل عجي يتمنون لهم دوآم التوفيق والنجاح , والف مبروك .

  • رمضان مسائل فقهية 1

    رمضان مسائل فقهية 1

    *فَقَدْ أَظَلَّنَا شَهْرُ الرَّحَمَاتِ, وَالْبَرَكَاتِ, شَهْرُ الطَّاعَاتِ, وَالصَّدَقَاتِ، شَهْرٌ يُجَازِيِ اللهُ فِيهِ عَلَى الْقَلَيْلِ, بِالْكَثِيرِ، قَالَ : (قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي, وَأَنَا أَجْزِي بِهِ) أَيْ أَنَّ أَجْرَهُ عَظِيمٌ تَكَفَّلَ اللهُ بِهِ لِعِبَادِهِ الصَّائِمِينَ الْمُخْلِصِينَ, وَقَالَ : (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا, غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) وَقَالَ : (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا, غُفِرَ لَهُ ما تقدمَ من ذنبهِ) وَقَالَ : (مَنْ قامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا, غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) وَمَعْنَى: (إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا) أَيْ إِيمَانًا باللهِ, واحتسابًا للإجر.
    وَسَأَقِفُ بِكُمْ مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى بَعْضٍ مِنَ الْمَسَائِلِ الْفِقْهِيَّةِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِهَذَا الشَّهْرِ: فَمَنْ أَفْطَرَ لِكِبَرٍ, أَوْ مَرَضٍ لَا يُرْجَى بُرْؤُهُ, وَهُوَ الْمَرَضُ الَّذِي يَغْلِبُ عَلَى الظَّنِّ أَنَّهُ لَا يُشْفَى مِنْهُ الْمَرِيضُ, إِمَّا بِكَلَامِ الْأَطِبَّاءِ, أَوْ بِمَا يَعْلَمُهُ النَّاسُ مِنْ طَبِيعَةِ هَذَا الْمَرَضِ, فَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِ, وَيُطْعِم ُعَنْ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا: رُبْعَ صَاعٍ مِنْ أُرْزٍ, أَوْ حِنْطَةٍ, أَوْ نِصْفَ صَاعٍ إِذَا كَانَ مِنْ غَيْرِ الْأُرْزِ, وَالْحِنْطَةِ مِنَ الطَّعَامِ, وَإِنْ جَمَعَ مَسَاكِينَ بِعَدَدِ الْأَيَّامِ الَّتِي أَفْطَرَهَا فَأَشْبَعَهُمْ, فَلَا بَأْسَ, فِفِي الدَّارَ قُطْنِيِّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ: أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ضَعُفَ عَنِ الصَّوْمِ عَامًا, فَصَنَعَ جَفْنَةَ ثَرِيدٍ وَدَعَا إِلَيْهَا ثَلَاثِينَ مِسْكِينًا فَأَشْبَعَهُمْ.
    وَيَجِبُ الْفِطْرُ عَلَى الْمَرِيضِ إِذَا كَانَ يَضُرُّهُ الصِّيَامُ, وَالْمَرَضُ الَّذِي يُبَاحُ مَعَهُ الْفِطْرُ فِي رَمَضَانَ هُوَ الَّذِي يَشُقُّ مَعَهُ الصِّيَامُ, أَوْ يُؤَخِّرُ بُرْءَ الْمَرِيضِ, أَوْ يَزِيدُ فِي مَرَضِهِ.
    وَيُسْتَحَبُّ الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ؛ إِلَّا أَنْ يَشُقَّ عَلَيْهِ الصِّيَامُ, فَيُسْتَحَبُ لَهُ الْفِطْرُ, فَإِنْ كَانَتْ الْمَشَقَّةُ شَدِيدَةٌ بِحَيْثُ يُخْشَى عَلَيْهِ الضَّرَرُ فَلَا يَجُوزُ لَهُ الصَّومُ, بَلْ يَجِبُ عَلَيْهِ الْفِطْرُ.
    وَمَنْ أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَلَمْ يُفِقْ أَيْ جُزْءٍ مِنَ النَّهَارِ, فَلَا يَجِبُ عَلَيْهِ الْقَضَاءُ, وَلَا الْإِطْعَامُ, فَإِنْ أَفَاقَ جُزْءًا مِنَ النَّهَارِ, كَأَنْ يُفِيقَ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ, فَأَمْسَكَ مَا تَبَقَّى مِنَ الْيَوْمِ صَحَّ صَوْمُهُ, وَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِ.
    وَمَن نَوَى الْإِفْطَارَ فَإِنَّهُ يُفْطِرُ وَإِنْ لَمْ يَأْكُلْ شَيْئًا؛ لِأنَّهُ قَدْ قَطَعَ نِيَّةَ الصَّوْمِ, فَإِنْ تَرَدَّدَ فِي قَطْعِ النِّيَّةِ فَالرَّاجِحُ: أَنَّهُ لَا يَنْقطعُ صَوْمُهُ, وَصَوْمُهُ صَحِيحٌ.
    وَمَن اسْتَقَاءَ مُتَعَمِّدًا, وَلَوْ شَيْئًا يَسِيرًا, فَإِنَّهُ يُفْطِرُ بِذَلِكَ, وَأَمَّا مَن ذَرَعَهُ الْقَئُّ وَلَوْ شَيْئًا كَثِيرًا, فَصِيَامُهُ صَحِيحٌ.
    وَيُفْطِرُ الصَّائِمُ بِنُزُولِ الْمَنِيِّ, ذَاكِرًا أَنَّهُ صَائِمٌ, وَمُتَعَمِّدًا لِإِنْزَالِ الْمَنِيِّ, أَمَّا إِنِ احْتَلَمَ فَصِيَامُهُ صَحِيحٌ.
    وَيُفْطِرُ الصَّائِمُ كّذَلِكَ إِنِ ابْتَلَعَ مَا بَيْنَ أَسْنَانِهِ مِنَ الطَّعَامِ لِأَنَّهُ يَصْدُقُ عَلَيْهِ أَنَّهُ أَكَلَ, وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ شَيْئًا يَسِيرًا, أَمَّا مَا يَكُونُ فِي الْفَمِ, ثُمَّ يَجْرِي طَبِيعَةً مَعَ الرِّيقِ فَلَا يُفْطِرُ بِهِ الصَّائِمُ.
    وَيَجِبُ عَلَى الصَّائمِ الْاسْتِنَشَاقُ أَثْنَاءَ الْوُضُوءِ, وَيُنْهَى عَنِ المُبَالَغَةِ فِي سَحْبِ الْمَاءِ إِلَى أَعْلَى الْأَنْفِ, فَإِنْ بَالَغَ فِي الْاسْتِنْشَاقِ, ذَاكِرًا النَّهْيَ عَنْهُ, فَدَخَلَ شَيءٌ مِنَ الْمَاءِ إِلَى حَلْقِهِ بَطَلَ صَوْمُهُ.
    وَيَفْسُدُ الصُّوْمُ بِالْجِمَاعِ, وَكَفَّارَتُهُ: عِتْقُ رَقَبَةٍ, فَإِنْ لَمْ يَجِدْ صَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ, فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَطْعَمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا, وَإِنْ جَامَعَ الصَّائِمُ فِيمَا دُونَ الْفَرْجِ, فَأَنْزَلَ, فَصِيَامُهُ فَاسِدٌ, وَلَا كَفَّارَةَ عَلَيْهِ, وَلَا يَقْضِي هَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ؛ لِأَنَّهُ تَعَمَّدَ إِفْسَادَهُمَا, وَعَلَيْهِ أَنْ يَتُوبَ إِلَى اللهِ تَعَالَى, وَيَسْتَكْثِرَ مِنَ النَّوَافِلِ.
    وَلِلصَّائِمِ أَنْ يَنْوِيَ الصِّيَامَ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ, وَتَكْفِيهِ هَذِهِ النِّيَّةُ عَنِ الشَّهْرِ كَامِلًا, إِذَا لَمْ يَقْطَعْهَا بِفْطْرٍ, بِسَبَبِ سَفَرٍ, أَوْ مَرَضٍ, أَوْ نَحْوِهِمَا, فَإِنْ قَطَعَهَا, فَلَا بُدَّ لَهُ أَنْ يَسْتَأْنِفَ النِّيَّةَ مِن جَدِيدٍ.

    *فَالصَّائِمُ لَا يُفْطِرُ إِلَّا بِمَا هُوَ أَكْلٌ, أَوْ شُرْبٌ, مِمَّا يَصِلُ إِلَى الْمَعِدَةِ, أَوْ إِلَى الدَّمِ فَيُغَذِّيْ الْبَدَنَ؛ لِأَنَّ اللهَ تَعَالَى, قَالَ: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا) وَعَلَيْهِ؛ فَالْإِبَرُ, وَالْمَحَالِيلُ الْمُغَذِّيَةُ مُفَطِّرَةٌ؛ لِأَنَّهَا تَصِلُ إِلَى الْبَدَنِ فَتُغَذِّيهِ, ومِثلُ ذَلِكَ الْإِبْرَةُ الَّتِي تُعْطَى لِمَنْ عِنْدَهُ نَقْصٌ فِي السُّكَّرِ, وَهِيَ مِنَ الْجُلُوكُوزِ فَيُفْطِرُ بَهَا, أَمَّا الْإِبَرُ الْمُدَاوِيَةُ فَإِنَّهُ لَا يُفْطِرُ بِهَا, إِذَا كَانَ الْأَطِبَّاءُ يُقَرِّرُونَ أَنَّ هَذِهِ الْإبْرَةَ لَيْسَ فِيهَا غِذَاءٌ, وَإِنَّمَا هِيَ دَوَاءٌ كَالْإِبْرَةِ الَّتِي تُعْطَى لِمَن عِنْدَهُ زِيَادَةٌ فِي السُّكَّرِ, أَوِ الْإِبَرِ الْخَافِضَةِ لِلْحَرَارَةِ.
    مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ: أَبْشِرُوا بِمَوْعُودِ اللهِ، فَرَبُّنَا غَفُورٌ, رَحِيمٌ, يَقْبَلُ التَّوْبَةَ مِنْ عِبَادِهِ, وَيَغْفِرُ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ, وَيُجَازِي عَلَى الْعَمَلِ الْيَسِيرِ, بِالْأَجْرِ الْعَظِيمِ، قَدْ أَعَدَّ جَنَّةً عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُهَا فِي هَذَا الشَّهْرِ الْكَرِيمِ, وَجَرَتْ أَنْهَارُهَا, وَتَزَيَّنَتْ حُورُهَا, وَاكْتَمَلَ نَعِيمُهَا, أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ.
    اللَّهُمْ أَعِنَّا عَلَى صِيامِ رَمَضَانَ, وَقِيامِهِ, وَتَقَبَّلْهُ مِنَّا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

  • التفاؤل

    التفاؤل

    *فَفِي الصَّحِيحَيْنِ, قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا طِيَرَةَ، وَخَيْرُهَا الْفَأْل) قَالُوا: وَمَا الْفَأْلُ يَا رَسُول اللَّه؟ قَالَ: (الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ) وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: (لَا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ: الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ, الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ) وَفِي رِوَايَة: (وَأُحِبُّ الْفَأْلَ الصَّالِحَ) وَالتَّفَاؤُلُ هُوَ الْكَلِمَة ُالَّتِي تُذكِّرُ الْمَرْءُ بِمَا يَرْجُوهُ مِنَ الْخَيْرِ، فَتُسَرُّ بِهِ النَّفْس، وَيَقْوَى الْعَزْمُ عَنْدَ الْإِنْسَانِ, وَالتَّفَاؤُلُ مُسْتَحَبٌ, لِمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي) رَوَاهُ أَحْمَدَ.
    وَالتَّفَاؤُلُ كَانَ مِنْ هَدْيِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, ففِي التِّرْمِذِيّ, أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا خَرَجَ لِحَاجَةٍ يُعْجِبهُ أَنْ يَسْمَعَ: يَا نَجِيحُ, يَا رَاشِدُ. وَفَي أَبِي دَاوُد: كَانَ عليه الصلاة والسلام إِذَا بَعَثَ عَامِلاً يَسْأَل عَنْ اِسْمه, فَإِذَا أَعْجَبَهُ فَرِحَ بِهِ, وَإِنْ كَرِهَ اسْمَه رُئِيَ كَرَاهَةُ ذَلِكَ فِي وَجْهه.
    مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ: لَقَدْ رَغَّبَنَا الْإِسْلَامُ فِي التَّفَاؤُلِ؛ لِأَنَّهُ يَشْحَذُ الْهِمَمَ لِلْعَمَلِ، وَبِهِ يَحْصُلُ الْأَمَلُ الَّذِي هُوَ مِنْ أَكْبَرِ أَسْبَابِ النَّجَاحِ, وَمِنْ أَمْثِلَةِ التَّفَاؤُلِ: أَنْ يَكُونَ لِلْإِنْسَانِ مَرِيضٌ، فَيَسْمَعُ مَنْ يَقُولُ: يَا سَالِمُ، فَيَقَعُ فِي قَلْبِهِ رَجَاءَ الْشِّفَاءِ لِمَرِيضِهِ بِإِذْنِ اللهِ.
    وَقَدْ ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ أَنَّ تَحْوِيلَ رِدَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, بَعْدَ صَلَاةِ الْاسْتِسْقَاءِ؛ هُوَ مِنْ بَابِ التَّفَاؤُلِ, وَحُسْنِ الظَّنِّ بِاللهِ, لِلْانْتِقَالِ مِنْ حَالِ الْجَدْبِ, إِلَى حَالِ الْخَصْبِ، وَحَتَّى لَوْ لَمْ يَنْزِلْ مَطَرٌ, فَقَدْ حَصَلَ الْخَيْرُ بِرَجَاءِ اللهِ جَلَّ وَعَلَا، وَهَذَا أَعْظَمُ مِنْ نُزُولِ الْمَطَرِ.
    مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَطَعَ رَجَاءَهُ, وَأَمَلَهُ بِاللَّهِ تَعَالَى, فَإِنَّ ذَلِكَ شَرٌّ لَهُ, وَهُوَ مِنَ الطِّيَرَة والتَّشَاؤُمُ الَّذِي فِيهِ سُوءُ ظَنِّ بِاللهِ, وَتَوَقُّعٌ لِلْبَلَاءِ.
    وَكَانَ التَّطَيُّرُ مَوْجُودًا عِنْدَ الْعَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؛ فَقَدْ كَانُوا يُنَفِّرُونَ الظِّبَاءَ وَالطُّيُورَ؛ فَإِنْ أَخَذَتْ ذَاتَ الْيَمِينِ, تَبَرَّكُوا بِهَا, وَمَضَوْا فِي سَفَرِهمْ, وَحَوَائِجِهِمْ, وَإِنْ أَخَذَتْ ذَاتَ الشِّمَالِ, رَجَعُوا عَنْ سَفَرِهِمْ, وَحَاجَتِهِمْ, وَتَشَاءَمُوا بِهَا, فَنَفَى الشَّرْعُ ذَلِكَ, وَأَخْبَرَ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ تَأْثِيرٌ, لَا نَفْعًا, وَلَا ضَرًّا، فَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ: (لَا طِيَرَة) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: (الطِّيَرَة شِرْكٌ) أَيْ: اِعْتِقَادُ أَنَّهَا تَنْفَعُ أَوْ تَضُرُّ; إِذْ عَمِلُوا بِمُقْتَضَاهَا مُعْتَقِدِينَ تَأْثِيرهَا.
    وَقَدْ أَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ عَنْ عِكْرِمَةَ, قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ اِبْنِ عَبَّاسٍ, فَمَرَّ طَائِرٌ فَصَاحَ، فَقَالَ رَجُلٌ: خَيْرٌ خَيْرٌ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا عِنْدَ هَذَا لَا خَيْرٌ, وَلَا شَرٌّ.
    فَعَلَيْنَا مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ نُؤْمِنَ بِقَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ، وَنُحْسِنُ ظَنَّنَا بِاللهِ, وَلَا نَتَشَاءَمَ؛ لِأَنَّ الْقَدَرَ قَدْ يُوَافِقُ كَلَمَةً سَيِّئَةً, أَوْ سُوءَ ظَنٍّ بِاللهِ, فَيَقَعُ الْبَلَاءُ؛ وَلِذَلِكَ قِيلَ: إِنَّ الْبَلَاءَ مُوكَلٌ بِالْمَنْطِقِ، وَيَصِيرُ بِالْإِنْسَانِ السُّوءُ الَّذِي ظَنَّهُ.
    ثُمَّ إِنَّ التَّشَاؤُمَ يُعَذَّبُ بِهِ صَاحِبُهُ قَبْلَ وُقُوعِ الْبَلَاءِ؛ فَتَجِدُ الْبَعْضَ قَدْ يُجْمَعُ لَهُمْ بِسَبَبِ سُوءِ ظَنِّهِمْ بِرَبِّهِمْ بَيْنَ الْمُصِيبَةِ، وَبَيْنَ الْأَلَمِ, وَالْخَوْفِ, وَالْعَذَابِ, قَبْلَ وُقُوعِ الْمُصِيبَةِ.

    *فَيُوجَدُ فِي بَعْضِ الْقَنَوَاتِ الْفَضَائِيَّةِ, وَبَعْضِ الْمَجَلَّاتِ مَا يُسَمَّى بِالْأَبْرَاجِ؛ كَبُرْجِ الْجَوْزَاءِ, وَبُرْجِ الْعَقْرَبِ, وَبُرْجَ الثَّوْرِ وَغَيْرِهَا، وَفِي هّذِهِ الْأَبْرَاجِ: أَيَّامُ نَحْسٍ، وَأَيَّامُ سَعْدٍ، وَأَيَّامُ النَّحْسِ فِي هَذَا الْبُرْجِ, هِيَ نَفْسُ أَيَّامِ السَّعْدِ فِي ذَلِكَ الْبُرْجِ، فَمَنْ وُلِدَ فِي هَذَا الْيَوْمِ مِنَ الْبُرْجِ, فَهُوَ سَعيدٌ، وَمَنْ وُلِدَ فِي ذَلِكَ الْبُرْجِ, فَهُوَ مَنْحُوسٌ, وَالسُّؤَالُ: مَا دَخْلُ الْبُرْجِ الْفُلَانِيِّ, أَوِ الْيَوْمِ الْفُلَانِيِّ, بِمَصِيرِ الْإِنْسَانِ, وَعَاقِبَةِ أَمْرِهِ؟! وَمَصِيرُ الْإِنْسَانِ, وَعَاقِبَةُ أَمْرِهِ, مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللهُ تَعَالَى, وَلَا دَخْلَ لِلْأَبْرَاجِ, فِي شَيءٍ مِنْ ذَلِكَ، بَلْ هُوَ مِنَ الشِّرْكِ الَّذِي نَهْى الشَّارِعُ عَنْهُ.

  • الأصول الثلاثة

    الأصول الثلاثة

    *فَهَذِهِ أُصُولٌ ثَلَاثَةٌ يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَعْرَفَهَا بِالْأَدِلَّةِ، وَأْنْ يَعْمَلَ بِهَا عَن بَيِّنَةٍ، وَأَنْ يَجْتَهِدَ فِي تَحْقِيقِهَا, وَتَكْمِيلِهَا، وَأَنْ يَحْذَرَ مِمَّا يُنْقِصُهَا, وَيَقْدَحُ فِيهَا، وَأَنْ يَجْتَنَبَ كُلَّ مَا يُبْطِلُهَا, وَيُفْسِدُهَا, وَيُنَافِيهَا, فَأَصْلُ تِلْكَ الْأُصُولِ هُوَ: مَعْرِفَةُ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، الَّذِي رَبَّانَا, وَرَبَّى جَمِيعَ الْعَالَمِينَ بِنَعَمِهِ، وَعَمَّ جَمِيعَ خَلْقِهِ, بِأَلْوَانِ جُودِهِ, وَكَرَمِهِ، وَهُوَ مَعْبُودُنَا, فَلَيْسَ لَنَا مَعْبُودٌ بِحَقٍّ سِوَاهُ (أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقيِّمُ) فَالْوَاجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نُوَحِّدَ اللهَ سُبْحَانَهُ بِأَفْعَالِهِ مِنَ الْخَلْقِ, وَالرِّزْقِ, وَالْمُلْكِ, وَالتَّدْبِيرِ، وَأَنْ نُثْبِتَ لَهُ مَا أَثْبَتَهُ سُبْحَانَهُ لِنَفْسِهِ فِي كِتَابِهِ, أَوْ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, مِنْ أَسْمَائِهِ, وَصِفَاتِ كَمَالِهِ, وَنُعُوتِ جَلَالِهِ, مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ, وَلَا تَعْطِيلٍ, وَلَا تَمْثِيلٍ, وَلَا تَشْبِيهٍ، فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ (لَيْسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) فَلَا شَرِيكَ لَهُ فِي رُبُوبِيَّتِهِ، وَلَا نِدَّ لَهُ فِي إلَاهِيَّتِهِ، وَلَا مَثِيلَ, وَلَا نَظِيرَ لَهُ فِي أَسْمَائِهِ, وَصِفَاتِهِ، وَلَا يَكُونُ أَبَدًا فِي مُلْكِهِ الْعَظِيمِ, عُلْوِيِّهِ, وَسُفْلِيِّهِ, حَرَكَةٌ, وَلَا سُكُونٌ, إِلَّا وَقَدْ أَحَاطَ بِهَا عِلْمُهُ, وَنَفَذَ فِيهَا حُكْمُهُ، فَمَا شَاءَ اللهُ كَانَ, وَمَا لَمْ يَشَأْ, لَمْ يَكُنْ، وَهُوَ الْمُسْتَحِقُّ سُبْحَانَهُ بِأَنَّ يُوَحَّدَ بِأْفْعَالِ عِبَادِهِ, بِأَنْ يَعْبُدُوهُ بِمَا شَرَعَ؛ فَيَنْقَادُوا لَهُ مُخْتَارِينَ, مُسْتَسْلِمِينَ, خَاضِعِينَ, مُحِبِّينَ, مُعَظِّمِينَ, مُجِلِّينَ, مُخْلِصِينَ (ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ).
    مَعَاشِرَ المُؤمِنِينَ: وَأَمَّا الْأَصْلُ الثَّانِي مِنْ تِلْكَ الْأُصُولِ الْعِظَامِ, فَهُوَ مَعْرِفَةُ دِينِ الْإِسْلَامِ, الَّذِي شَرَعَهُ اللهُ وَأَكْمَلَهُ, وَرَضِيَهُ, وَأَتَمَّ بِهِ عَلَيْنَا النِّعْمَةِ, وَقَالَ فِي حَقِّ مِنْ أَعْرَضَ عَنْهُ (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) فَإِنَّ الْوَاجِبَ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ, مَعْرَفَةُ هَذَا الدِّينِ بِالْحُجَّةِ وَالبُرْهَانِ, وَالْاسْتِقَامَةَ عَلَيْهِ طَلبًا لِرَضَا الْمَلِكِ الدِّيَّانِ, وَالْإِسْلَامُ ثَلَاثةُ مَرَاتِبٍ:
    أَوَّلًا: الْإِسْلَامُ، وَهُوَ: الْاسْتِسْلَامُ لِلهِ, وَتَوْحِيدُهُ، وَالْانْقِيَادُ لَهُ ظَاهرًا, بِالْأَقْوَالِ, وَالْأَعْمَالِ, وَتَرْكُ الشَّرْكِ, وَخِصَالِهِ, وَذَلِكَ بِتَحْقِيقٍ الْأَرْكَانِ الْخَمْسَةِ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي شَرَعَهَا اللهُ؛ وَهِيَ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلِهِ إِلَّا اللهُ, وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامَةُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَحَجُّ الْبَيْتِ.
    ثَانِيًا: الْإِيمَانُ, وَهُوَ: الْاسْتِسْلَامُ, وَالْانْقِيَادُ, وَالْإِخْلَاصُ لِهِا بَاطِنًا بِالْإِيمَانِ بِهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَبِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، فَيُؤْمِنُ الْعَبْدُ بِالْأَخْبَارِ الشَّرْعَيَّةِ، وَيُذْعِنُ لِلْأَحْكَامِ الرَّبَّانِيَّةِ, وَذَلِكَ بِامْتِثَالِ الْمَأْمُورِ, وَاجْتِنَابِ الْمَحْظُورِ، وَالتَّسْلِيمِ لِلْمَقْدُورِ، وَالتَّعَلُّقِ بِاللهِ، وَتَرْكِ الْالْتِفَاتِ إِلَى مَا سِوَاهُ فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ، إِنَابَةً لِلهِ, وَمَحَبَّةً لَهُ، وَرَجَاءً لَهُ, وَخَوْفًا مِنْهُ، وَتَعْظِيمًا لَهُ, وَإِجْلَالًا, وَخُشُوعًا، وَخَشْيَةً, وَرَغْبَةً, وَرَهْبَةً.
    ثَالِثًا: الْإِحْسَانُ، وَيَكُونُ ذَلِكَ بِالْاجْتِهَادِ فِي إِيقَاعِ الْعِبَادَةِ عَلَى أَكْمَلِ الْوُجُوهِ, وَأَحْسَنِ الْأَحْوَالِ، بَأَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ ذَلِكَ فَاعْلمْ أَنَّ اللهَ يُرَاقِبُكَ: يَسْمَعُ أَقْوَالَكَ، وَيَرَى أَعْمَالَكَ، وَيَعْلَمُ حَالَكَ (إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ).
    مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ: وَأَمَّا الْأَصْلُ الثَّالِثُ مِنْ تِلْكَ الْأُصُولِ الْعِظَامِ، فَهُوَ مَعْرِفَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وّذَلِكَ بِالْإِيمَانِ بِأَنَّهُ نَبِيُّ اللهِ حَقًا, وَرَسُولُهُ صِدْقًا، وَأَنَّهُ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، أَرْسَلَهُ اللهُ إِلَى الثَّقَلِينِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَتَحْقِيقُ شَهَادَةِ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ تَكُونُ: بِأَنْ يُطَاعَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا أَمَرَ، وَيُصَدَّقَ فِيمَا أخْبَرَ، وَيُجْتَنَبَ مَا نَهَى عَنْهُ وَزَجَرَ، وَأَنْ لَا يُعْبَدَ اللهَ إِلَّا بِمَا شَرَعَ لَنَا، فَمَنْ نَقَصَ مِنْ ذَلِكَ, أَوْ زَادَ عَلَيْهِ, فَقَدْ جَفَا وَابْتَدَعَ.

    *فَيَا أَيُّهَا الْمُغْتَبِطُونَ بِرِسَالَةِ نَبِيِّكُمْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، الرَّاجُونَ أَنْ تُحْشَرُوا تَحْتَ لِوَائِهِ، وَأَنْ تَسْعَدُوا بِشَفَاعَتِهِ، وَأَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ فِي زُمْرَتِهِ، اثْبُتُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا عَلَى مِلَّتِهِ، وَاسْتَمْسِكُوا بِسُنَّتِهِ، وَاهْتَدُوا بِهُدَاهُ، وَاحْذَرُوا مِنْ تَلْبِيسِ مَنْ أَعَرْضَ عَنِ السُّنَّةِ, وَاتَّبَعَ هَوَاهُ.
    وَاعْلَمُوا أَنَّ هَذِهِ الْأُصُولَ الثَّلَاثَةَ هِي تَحْقِيقُ مَدْلُولِ الشَّهَادَتِينِ, وَالْاسْتِقَامَةِ عَلَى دِينِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَمَنْ حَقَّقَهَا عِلْمًا, وَعَمَلًا, وَاعْتِقَادًا, فَقَدْ ذَاقَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ، وَثَبَّتَهُ اللهُ فِي قَبْرِهِ حِينَ يَسْأَلُهُ الْمَلَكَانِ، وَغَفَرَ لَهُ ذَنْبَهُ، وَوَجَبَتْ لَهُ الْجَّنَّةَ, فِفِي الصَّحِيحِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَالَ: (ذَاقَ طَعْمُ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ باللهِ رَبًّا, وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا, وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا) وَفِي الصَّحِيحِ أَيْضًا: (مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ, وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا, وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا, وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا, غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ).

  • اتق الله حيثما كنت

    اتق الله حيثما كنت

    *فقالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: (اتَّقِ اللهَ حَيثُمَا كُنْتَ، وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تمحُهَا، وخالقِ الناسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. وَتَقْوَى اللهِ مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ تَكُونُ بِامْتِثَالِ أَمْرِهِ وَاجْتِنَابِ نَهْيِهِ، فَإِنْ وَقعَ الْمُسْلِمُ فِي وَحْلِ سَيِّئَةٍ, كَأَنْ يَتْرُكَ بَعْضَ الْوَاجِبَاتِ الَّتِي افْتَرَضَهَا اللهُ عَلَيْهِ, أَوْ يَرْتَكِبَ بَعْضَ الْمَحْظُورَاتِ الَّتِي نَهَاهُ اللهُ عَنْهَا, فَالْوَاجِبُ عَلَيهِ أَنْ يُلْحِقَ هَذهِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ, إِمَّا بِالتَّوْبَةِ مِنْ هَذِهِ السِّيَّئَةِ, أَوْ أَنْ يَأْتِيَ بِحَسَنَةٍ أُخْرَى, فَإِنَّ التَّوْبَةَ مِنْ هَذِهِ السَّيِّئَةِ, تَمْحُ هذهِ السَّيِّئَةَ مِنْ صُحُفِ الْمَلَائِكَةِ, وَكَذَلِكَ تَمْحُ أَثَرَهَا السَّيِّئِ فِي الْقَلْبِ, قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) ثُمَّ خَتَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ هَذِهِ الْوَصِيَّةَ الْجَامِعَةَ بِالْأَمْرِ بِمُعَامَلَةِ النَّاسِ بِالْخُلُقِ الْحَسَنِ, وَذَلِكَ بِأَنْ تَتَعَامَلَ مَعَهُم كمَا تُحِبُّ أَنْ يَتَعَامَلُوا مَعَكَ، وَبِذَلِكَ تَجْتَمِعُ الْقُلوبُ، وَتَتَّفِقُ الْكَلِمَةُ، وَتَنْتَظِمُ الْأَحْوَالُ, قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: (حُسْنُ الخُلُقِ: بَسْطُ الْوَجْهِ، وَبَذْلُ الْمَعْرُوفِ، وَكَفُّ الْأَذَى). وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ فَوَائِدُ مِنْهَا:
    الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى: الْأَمْرُ بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى.
    الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: قَوْلُهُ (اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ) تَأْصِيلٌ لِمُرَاقَبَةِ اللهِ سُبْحَانَهُ فِي السَّرِّ وَالْعَلَنِ.
    الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: ظَاهِرُ الْحَدِيثِ أَنَّ تَقْوَى الْإِنْسَانِ لَا تَعْصِمُهُ مِن وُجُودِ زَلَّاتٍ, سُرْعَانَ مَا يَتَبَصَّرُ فِيهَا الْمُتَّقِي, وَيَرْجِعُ إِلَى حَالٍ أَفْضَلَ مِن حَالِهِ قَبْلَ الذَّنْبِ, وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِ (وَأتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا) بَعْدَ قَوْلِهِ (اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ).
    الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أَنَّ الْإِتْيَانَ بِالْحَسَنَةِ عَقِبَ السَّيِّئَةَ يَمْحُو السَّيِّئَةَ, وَهَذَا مِنْ فَضْلِ اللهِ تَعَالَى عَلَى عَبْدِهِ، فَإِنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ يَقَعَ مِنْهُ أَحْيَانًا تَفْرِيطٌ فِي التَّقْوَى: إِمَّا بِتَرْكِ بَعْضِ الْمَأمُورَاتِ، أَوْ بِارْتِكَابِ بَعْضِ الْمَحْظُورَاتِ، فَأَمَرَهُ اللهُ بِفِعْلِ مَا يَمْحُو ذَلِكَ التَّفْرِيطَ, بِأَنْ يُتْبِعَ السَّيِّئَةَ بِالْحَسَنَةِ.
    الْفَائِدَةُ الْخَامِسَةُ: يُرَبِّي الْحَدِيثُ فِي الْمُسْلِمِ: الْخَوْفَ, وَالرَّجَاءَ، فَتَقْوَى اللهِ تُرَبِّي فْي الْمُسْلِمِ الْخَوْفَ, وَفَتْحُ بَابِ التَّوْبَةِ, وَتَكْفِيرُ السَّيِّئَات يُرَبِّي فِي الْمُسْلِمِ الرَّجَاءَ, وَهُمَا مَنْزِلَتَانِ عَظِيمَتَانِ, مِنْ مَنَازِلِ أَعْمَالِ القُلُوبِ.
    الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: التَّرْغِيبُ فِي حُسْنِ الْخُلُقِ، وَهُوَ مِنْ خِصَالِ التَّقْوَى, الَّتِي لَا تَتِمُّ التَّقْوَى إِلَّا بِهِ، وَإِنَّمَا أُفْرِدَ بِالذِّكْرِ لِلْحَاجَةِ إِلَى بَيَانِهِ، فَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ يَظُنُّ أَنَّ التَّقْوَى بِمُجَرَّدِ الْقِيَامِ بِحَقِّ اللهِ دُونَ حُقُوقِ عِبَادِهِ، وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ، بِلِ الْجَمْعُ بَيْنَ حُقُوقِ اللهِ, وَبَيْنَ حُقُوقِ عِبَادِهِ هُوَ الْمَطْلُوبُ شَرْعًا، وَهُوَ عَزِيزٌ لَا يَقْوَى عَلَيْهِ إِلَّا الْكُمَّلَ مِنَ الْخَلْقِ.
    *فَالْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ مِنْ فَوَائِدِ هَذَا الْحَدِيثِ: أَنَّ الْإِسْلَامَ يَسْعَى لِتَرْبِيَةِ أَهْلِهِ عَلَى زَوَالِ الْعَدَاوَاتِ بَيْنَهُمْ, وَهُوَ الْمَقْصُودُ مِنْ قَوْلِهِ (وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ).
    الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: الْأَخْلَاقُ الْحَسَنَةُ فِي الشَّرِيعَةِ تُبْذَلُ لِلنَّاسِ جَمِيعًا, سَوَاءً أَحْسَنُوا إِلَيْكَ أَوْ أَسَاءُوا, وَلِذَلِكَ لَمْ يُقَيِّدْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِأَنَّهَا لَا تُبْذَلُ إِلّا لِمَنْ أَحْسَنَ إِلَيْكَ, بَلْ جَعَلَهَا عَامَّةً, فَقَالَ: (وَخَالِقِ النَّاسَ) أَيْ جَمِيعًا مَن أَحْسَنَ, وَمَنْ أسَاءَ.

  • فتح باب القبول والتسجيل لمختلف الرتب بقوات الأمن الخاصة

    فتح باب القبول والتسجيل لمختلف الرتب بقوات الأمن الخاصة

    موقع عشيرة العجي / متابعات :

    صحيفة وظائف : تعلن قوات الأمن الخاصة عن فتح باب القبول والتسجيل لمختلف الرتب لحاملي الشهادة الجامعية (البكالوريوس)، والشهادة الجامعية المتوسطة، وخريجي الدبلومات التي تزيد مدتها عن (سنتين ونصف)، وحاملي الشهادة الثانوية العامة وما يعادلها للأعمال الميدانية في وحدات قوات الأمن الخاصة في مناطق المملكة على النحو التالي:
    رقيب أمن: لحاملي الشهادة الجامعية (البكالوريوس).
    وكيل رقيب أمن: لحاملي الشهادة الجامعية المتوسطة (ثلاث سنوات).
    عريف أمن: لحاملي دبلومات (سنتين ونصف) .
    جندي أول وجندي أمن: لحاملي الشهادة الثانوية وما يعادلها.
    وسيكون تقديم طلب التوظيف اعتباراً من يوم (الاثنين) الموافق 29/8/1434هـ الساعة 10 صباحاً، إلى يوم (الأربعاء) الموافق 9/9/1434هـ الساعة 10 صباحاً.
    شروط الالتحاق:
    أن يكون سعودي الأصل والمنشأ ويستثنى من ذلك من نشأ مع والديه أثناء خدمتهم خارج المملكة.
    أن لايقل عمرة عن (17) عاما ولا يزيد عن (30) عاما عند صدور قرار التعيين.
    أن يكون حسن السيرة والسلوك وغير محكوم عليه بقضية مخلة بالشرف والأمانة.
    أن لا يقل طوله عن (170) سم.
    أن لا يكون له خدمة سابقة في أي جهة حكومية.
    أن يكون غير مصاب بالصرع أو الأمراض النفسية والمستعصية.
    أن لايكون متزوجا بغير سعودية.
    ملاحظة:
    سوف يتم تحديد الرتبة لحاملي الثانوية العامة وما يعادلها (جندي أول جندي) بعد إجراء المفاضلة وفق التعليمات المنظمة لذلك.

    تابعونا على تويتر للمزيد من الوظائف ومواعيد القبول (https://twitter.com/ar8arcom)

    رابط الخبر في صحيفة وظائف الإلكترونية: فتح باب القبول والتسجيل لمختلف الرتب

  • مولوده في منزل سراي الرماحي

    مولوده في منزل سراي الرماحي

    موقع وملتقيات عشيرة ال عجي /مواليد

    رزق الاخ الفاضل سراي بن عايد بن سراي الرماحي بمولوده أنثى جعلها الله من مواليد السعادة واقر الله بها أعين والديها

    الف الف مبروك وتتربى بعزك

  • وصايا قبل الامتحانات

    وصايا قبل الامتحانات

    *فَيَعِيشُ أَبْنَائُنَا وَفَّقَهُمُ اللهُ وَأَعَانَهُمْ هَذِهِ الْأَيَّامَ هُمُومَ الْاخْتِبَارَاتِ وَالْامْتِحَانَاتِ, وَهَا هُنَا جُمْلَةٌ مِنَ الْوَصَايَا لِلطُّلَّابِ, وَأَوْلِيَاءِ الْأُمُورِ, وَالْمُعَلِّمِينَ:
    مَعَاشِرَ الطُّلَّابِ: خَيْرُ وَصِيَّةٍ, الْوَصِيَّةُ بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى، فَمَنِ اتَّقَى اللهَ جَعَلَ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا.
    وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ أَنَّ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ النَّجَاحِ، أَنْ يَعْلَم الْعَبْدُ أَنَّهُ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ لَهُ إِلَّا بِاللهِ، فَتَوَكَّلُوا عَلَى رَبِّكُمْ وَفَوِّضُوا الْأُمُورَ إِلَيْهِ, وَلَا تَعْتَمِدُوا عَلَى الذَّكَاءِ وَالْحِفْظِ, وَلَا عَلَى النُّبُوغِ وَالْفَهْمِ, فَإِنَّ اللهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدِهِ التَّوْفِيقَ جَعَلَهُ مُفَوِّضًا كُلَّ أُمُورِهِ إِلَيْهِ, وَفِي التِّرْمِذِيِّ: كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إَذَا كَرَبَهُ أَمْرٌ قَالَ: (يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِيْ شَأْنِي كُلَّهُ, وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ).
    مَعَاشِرَ الطُّلَّابِ: الصَّلَاةُ عُنْوَانُ الْفَلَاحِ, لَا خَيْرَ فِي مَنْ ضَيَّعَهَا لِأَيِّ أَمْرٍ كَانَ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا, فَالنَّوْمُ عَنِ الصَّلَوَاتِ بِحُجَّةِ الْمُذَاكَرَةِ أَمْرٌ غَيْرُ مَقْبُولٍ شَرْعًا.
    مَعَاشِرَ الطُّلَّابِ: احْرِصُوا عَلَى الْمَذَاكَرَةِ النَّافِعَةِ, وَهِيَ التِي تَجْتَمِعُ فِيهَا الْمَهَارَاتُ الْأَرْبَعُ: حُسْنُ التَّرْكِيزِ وَقْتَ الْمُذَاكَرَةِ, وَحُسْنُ الْفَهْمِ, وَحُسْنُ التَّلْخِيصِ لِلْمَنْهَجِ, وَحُسْنُ الْحِفْظِ لِهَذَا التَّلْخِيصِ.
    مَعَاشِرَ الطُّلَّابِ: إِيَّاكُمْ وَالْغِشَّ, فَإِنَّهُ خِيَانَةٌ عُظْمَى، وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ, قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: (مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا) وَفِي صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ: (وَالْمَكْرُ وَالْخِدَاعُ فِي النَّارِ) أَلَا وَاعْلَمُوا أَنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْغِشِّ أَنْ يَتَبَوَّأَ الْإِنْسَانُ مَنْزِلةً أَوْ وَظِيفَةً وَفِي الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ أَحَقُّ مِنْهُ بِهَا, لَا لِسَبَبٍ إِلَّا لِأَنَّهُ اسْتَطَاعَ النَّجَاحَ أَوْ رَفْعَ دَرَجَاتِهِ الْمُتَدَنِّيَةِ عَنْ طَرِيقِ الْغِشِّ, فَيَنَالُ بِهَذَا الْغِشِّ مَرْتَبَةً لَا يَسْتَحِقُّهَا حَقِيقَةً, وَلَقَدْ ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ أَنَّ: مَنْ نَجَحَ بِالزُّورِ وَالْغِشِّ, فَإِنَّ اللهَ يَمْكُرُ بِهِ, وَيُعَاقِبُهُ فِي دُنْيَاهُ قَبْلَ أُخْرَاهُ, إِلَّا أَنْ يَتُوبَ فَيَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِ.
    مَعَاشِرَ الطُّلَّابِ: اسْتَعِينُوا بِاللهِ, وَتَرَاحَمُوا, وَتَعَاضَدُوا، وَإِيَّاكُم وَالْحَسَدَ, فَإِنَّ الْحَسَدَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ مَذْمُومٌ, وَهُوَ كَبِيرَةٌ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ.
    مَعَاشِرَ الطُّلَّابِ: سَلِّمُوا لِقَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ, فَإِنْ وَجَدْتُمْ بَعْدَ الْاخْتِبَارِ خَيْرًا فَاحْمَدُوا اللهَ عَلَى وَاسِعِ فَضْلِهِ، وَإِنْ وَجَدْتُمْ غَيْرَ ذَلِكَ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ, وَرُدُوا التَّقْصِيرَ إِلَى أَنْفُسِكُمْ، وَسَلُوا اللهَ أَنْ يُعَوِضَكُمْ خَيْرًا.
    مَعَاشِرَ الطُّلَّابِ: إِنَّ لِكِتَابِ اللهِ حُرْمَةٌ، وَلِسُنَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَلِكُتُبِ الْعِلْمِ حُرْمَةٌ, أَلَا فَاتَّقُوا اللهَ فِيمَا جَمَعَتْهُ الْكُتُبُ الدِّرَاسِيَّةِ مِنْ الْوَحْيِّ وَالْعِلْمِ, فَإِنَّهَا أَعْظَمُ, وَأَجَلُّ, وَأَكْرَمُ, مِنْ أَنْ تُرْمَى فِي الطُّرُقَاتِ, أَوْ فِي صَنَادِيقِ الْحَاوِيَاتِ.
    يَا مَعَاشِرَ الْآبَاءِ: رِفْقًا بِأَبْنَائِكُمْ, وَعَامِلُوهُمْ بِالْعَطْفِ وَالْحَنَانِ, وَالْمَوَدَّةِ وَالْإِحْسَانِ، وَأَعِينُوهُمْ عَلَى هُمِّ الْاخْتِبَارِ وَالْامْتِحَانِ, يَكُنْ لَكُمْ فِي ذَلِكَ الْأَجْرُ عِنْدَ رَبِّكُمْ.
    مَعَاشِرَ الْآبَاءِ: يَنْتَشِرُ فِي بَعْضِ مُجْتَمَعَاتِ الطُّلَّابِ أَثْناَءَ الْاخْتِبَارَاتِ, حُبُوبٌ يَزْعُمُونَ أَنَّهَا تُنَشِّطُ الذِّهْنَ، وَتُقَوِّي الذَّاكِرَةَ, وَأَمَّا الْأَطِبَّاءُ فَيُؤَكِّدُونَ أَنَّ لَهَا أَضْرَارًا مُسْتَقْبَلِيَّةً خَطِيرَةً، وَالْأَخْطَرُ وَالْأَدْهَى: أَنَّهَا بَوَّابَةٌ لِلدُّخُولِ فِي عَالَمِ إِدْمَانِ الْمُخَدِّرَاتِ, وَإِنِّي لَأَلْفِتُ انْتِبَاهَكُمُ الْكَرِيمَ مَعَاشِرَ الْآبَاءِ لِأَخْذِ الْحَذَرِ وَمُتَابَعَةِ سُلُوكِيَّاتِ أَبْنَائِكُمْ طَوَالَ الْعَامِ عَامَّةً, وَأَثْنَاءَ الْاخْتِبَارَاتِ خَاصَّةً, وِإِنِّي كَذَلِكَ لَأُحَذِّرُ أَبْنَائَنَا الطُّلَّابَ مِنْ هِذِهِ الْعِصَابَاتِ الْمُجْرِمَةِ التِي تَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ، وَلَوْ كَانُوا مِنْ زُمَلَائِكُمْ فِي الْفَصْلِ.
    مَعَاشِرَ الْآبَاءِ: لَاحِظُوا أَبْنَائَكُمْ بَعْدَ خُرُوجِهِمْ مِنَ الْامْتِحَانَاتِ، فَإِنَّ الْبَعْضَ مِنْهُمْ يُسْتَغْفَلُ أَحْيَانًا مِنْ شَبَابٍ لَا هَمَّ لَهُمْ إِلَّا شَهَوَاتُهُمْ, وَلَوْ أَنْ تُؤَجِّرُوا عَلَيْهِمْ سَائِقِينَ لِحِمَايَتِهِمْ, وَاحْذَرُوا أَنْ تَتْرُكُوهُمْ هَمَلًا بَعْدَ نِهَايَةِ كُلِّ اخْتِبَارٍ, فَإِنَّهُ غَالِبًا مَا تَكْثُرُ الْمَصَائِبُ فِيمَا بَيْنَ السَّاعَةِ الْعَاشِرَةِ وَالثَّانِيَةَ عَشَرَ ظُهْرًا؛ لِأَنَّهَا فُرْصَةٌ يَتَسَيَّبُ فِيهَا الطُّلَّابُ؛ وَيَنْتَشِرُ فِيهَا أَرْبَابُ الشَّهَوَاتِ وَالتَّفْحِيطِ.

    *فَيَا مَعَاشِرَ الْمُعَلِّمِينَ وَالْمُرَبِّينَ: شَكَرَ اللهُ لَكُمْ سَعْيَكُمْ, وَجَزَاكُمْ عَنْ أَبْنَاءِ الْمُسْلِمِينَ خَيْرَ الْجَزَاءِ، وَاذْكُرُوا رَحِمَكُمُ اللهُ أَنَّ الْامْتِحَانَاتِ مَسْئُولِيَّاتٌ وَأَمَانَاتٌ وَتَبِعَاتٌ فَاللهَ اللهَ فِي فَلَذَاتِ أَكْبَادِ الْمُسْلِمِينَ، فَأَعْطُوا كُلَّ ذِيْ حَقٍّ حَقَّهُ, وَكُلَّ ذِي قَدْرٍ قَدْرَهُ، وَزِنُوا بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ، وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ أَنَّ الْاخْتِبَارَ لَا يُقْصَدُ بِهِ التَّعْجِيزَ, وَالْأَذِيَّةَ, وَالْإِضْرَارَ، وَإِيَّاكُمْ أَنْ تَشُقُّوا عَلَى الطُّلَّابِ فَتُكَلِّفُوهُمْ مَا لَا يَسْتَطِيعُونَ, أَوْ تُحَمِّلُوهُمْ مَا لَا يُطِيقُونَ, فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ, قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: (اللَّهُمَّ مَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ).
    مَعَاشِرَ الْمُعَلِّمِينَ: السُّكُوتُ عَنِ الْغَشَّاشِينَ، ذَنْبٌ كَبِيرٌ، وَوَزْرٌ عَظِيمٌ, وَشَرٌّ مُسْتَطِيرٌ, يُخْرِجُ لِلْأُمَّةِ مَنْ يَتَسَمَّى بِالْعِلْمِ غِشًّا وَزُورًا, ثُمْ إِنَّكَ أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ سَتَتَحَمَّلُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ هَذَا الْإِثْمَ.

  • نعمة الأمن في الأوطان

    نعمة الأمن في الأوطان

    *فَفِي كُلِّ لَحْظَةٍ تَمُرُّ، وَكُلِّ نَفَسٍ بِنَا يَجْرِي, يُنْعِمُ اللهَ عَلَيْنَا فِيهِ أنْوَاعًا مِنَ النِّعَمِ تَفُوقُ كُلَّ الظُّنُونِ, وَالتَّقْدِيرَاتِ (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) وَإنَّ مِنْ أَعْظَمِ هَذِهِ النِّعَمِ، نِعْمَةُ الْأَمْنِ فِي الْأوْطَانِ, وَالطُّمَأْنِينَةِ فِي الأَهْلِ والدِّيَارِ، ذَلِكَ الأَمْنُ الذي بِدُونِهِ تَفْقِدُ الحَيَاةَ كُلَّ مَعْنًى جَمِيلٍ, وَتُصْبِحُ قِطْعَةً مِن الجَحِيمِ الَّذِي لَا يُطَاقُ، لا يَعْرِفُ المَرْءُ حِينَهَا إذا أَصْبَحَ هَلْ يُمْسِي؟ وإِذَا أَمْسَى هَلْ يُصْبِحُ؟ فَيَعِيشُ المَرْءُ فِي أَرْضٍ لَا يَأْمَنُ فِيهَا عَلَى نَفْسٍ, وَلَا عِرْضٍ, وَلَا أَهْلٍ, وَلَا مَالٍ.
    مَعَاشِرَ المُؤْمِنِينَ: لَقَدْ وَصَفَ اللهُ تَعَالَى حَالَ المُسْلِمِينَ فِي مَكْةَ قَبْلَ الهِجْرَةِ مُمْتَنًا عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ: (وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ, وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ, وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ, لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) أَلَا وَإِنَّهَا لَنِعْمَةٌ مِن اللهِ عَلَيْنَا عَظِيمَةٌ, وَمِنَّةٌ مِنْهُ تَعَالَى جَلِيلَةٌ؛ إذْ أزَاحَ عَنَّا الخَوْفَ, وَنَجَّانَا مِن المَكَارِهِ, كَمَا امْتَنَّ اللهُ تَعَالَى بِهِ عَلَى قُرَيْشٍ بِقَوْلِهِ: (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) وَلَقَدْ كَانَ أَهْلُ مَكْةَ تُجَّارًا يُسَافِرُونَ فِي تِجَارَتِهِم صَيْفًا وَشِتَاءً, آمِنِينَ فِي العَرَبِ لَا يَتَعَرَّضُ لَهُمْ أَحَدٌ، وَكَانَتِ العَرَبُ إذَّاكَ يُغِيرُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، فَلَا يَقْدِرُونَ عَلَى مَا تَقْدِرُ عَلَيهِ قُرَيشٌ مِن التَّنَقُّلِ فِي التِّجَارَةِ, لِخَوفِ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ, حَتَّى إنْ كَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ لَيُصَابُ فِي حَيٍّ مِن أحْيَاءِ العَرَبِ, فَمَا إنْ يُقَالَ أَنَّهُ حَرَمِيٌّ (نِسْبَةً إلَى الحَرَمِ) إلَّا خُلِّيَ عَنْهُ تَعْظِيمًا لِمَكَّةَ وَتَجَنُّبًا لِإِيذَاءِ أَهْلِهَا، وَلِهَذَا لَفَتَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أنْظَارَ قُرَيْشٍ إلَى عِظَمِ هَذِهِ النِّعْمَةِ المُسْتَوْجِبَةِ لِلشُّكْرِ.
    مَعَاشِرَ المُؤْمِنِينَ: وَهُنَالِكَ نِعْمَةٌ أُخْرَى عَظِيمَةٌ, وَمِنَّةٌ مِنْهُ تَعَالَى جَلِيلَةٌ؛ أَلَا وَهِيَ مَا يُعْرَفُ اليَومَ بِالأَمْنِ الغِذَائِيِّ, أوِ الأَمْنِ الاقْتَصَادِيِّ, الذِي هُو مِن أَعْظَمِ مُقَوِّمَاتِ حَيَاةِ الإنْسَانِ وَبَقَائِهِ، وَلِذَلِكَ فَقَدْ اقْتَرَنَتِ المِنَّةُ بِهِ مَعَ المِنَّةِ بِالأَمْنِ مِن الخَوْفَ (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) وَمِثْلُ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ).
    مَعَاشِرَ المُؤْمِنِينَ: إنَّ هَذَا لَيُذَكِّرُنَا بِالحَكْمَةِ العَظِيمَةِ مِن دُعَاءِ أَبِينَا إبْرَاهِيمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِمَكْةَ حَيْنَ أَرَاَدَ إعْمَارَهَا, فَإنَّهُ دَعَى لَهَا بِدَعْوَتَيْنِ: الْأَمْنِ، وَالرِّزْقِ، وَهَاتَانِ النِّعْمَتَانِ هُمَا أَسَاسُ الحَيَاةِ، وَبِهِمَا يَحْصُلُ الأَمْنُ النَّفْسِيُّ وَالرَّاحَةُ القَلْبِيَّةُ، إذَا انْضَافَا إلَى التَّوْحِيدِ وَالْإِيْمَانِ بِاللهِ, وَحِينَ يَتَحَقَّقُ لِلْإِنْسَانِ ذَلِكَ فَإنَّهُ قَدْ حَازَ أَهَمَّ مَا فِي الحَيَاةِ، كَمَا قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ, مُعَافًى فِي جَسَدِهِ, مَعَهُ قُوتَ يَوْمِهِ, فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بَحَذَافِيرِهَا).
    مَعَاشِرَ المُؤْمِنِينَ: إنَّ عَلَيْنَا اليَوْمَ وَنَحْنُ نَعِيشُ فِي بَحْبُوحَةٍ مِن الأَمْنِ, وَرَغَدٍ مِنَ العَيْشِ, أنْ نَعُودَ بِأَذْهَانِنَا قَلِيلًا إلَى الوَرَاءِ؛ لِنَتَذَكَّرَ بَعْضًا مِنْ أَيَّامِ اللهِ التِي مَرَّتْ عَلَى هَذَا المُجْتَمَعِ, بِمَا فِيهَا مِن خَوْفٍ, وَفَزَعٍ, وَفَقْدٍ لِلْأرْوَاحِ, وَالأَمْوَالِ؛ لِنُدْرِكَ مَدَى مَا أَنْعَمَ اللهُ بِهِ عَلَيْنَا مِن رَفْعٍ لِتَلْكَ الكُرُوبِ, وَتَفْرِيجٍ لِتَلْكَ الخُطُوبِ, التِي هِي مِن سُنَّةِ اللهِ تَعَالَى فِي الابْتِلَاءِ (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) أَلَا وَإِنَّ تَذَكُّرِنَا لِتَلْكَ الْأَحْدَاثِ أَدْعَى لِلْاعْتِبَارِ, وَأَجْلَبُ لِشُكْرِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى نِعْمَةِ الْأَمْنِ وَالاطْمِئِنَانِ, قَالَ تَعَالَى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ, وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ).

    *فَإنَّ أَهَمَّ سُؤَالٍ يَنْبَغِي أنْ يُطْرَحَ فِي هَذَا السِّيَاقِ هُو كَيْفَ نَشْكُرُ نَعْمَةَ الْأَمْنِ وَرَغَدِ العَيْشِ؟ وَلَقَدْ نَصَّ العُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ شُكْرَ نِعَمِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إنَّمَا يَكُونُ بِصَرْفِ هَذِهِ النِّعَمِ فِيمَا يُرْضِي اللهَ.
    فَمَا أَجْدَرَنَا أنْ نَجَعَلَ مِنْ أَمْنِ بِلادِنَا مُنَاسَبَةَ شُكْرٍ دَائِمَةٍ لِلهِ تَعَالَى، وَذَلِكَ بِالتَّوَجُّهِ إلَى مَرْضَاتِهِ, وَالْابْتِعَادِ عَنْ كُلِّ مَا يُغْضِبُهُ سُبْحَانَهُ.
    رَبَّنَا أَوْزِعْنَا أنْ نَشْكُرَ نِعْمَتَكَ التِي أَنْعَمَتَ عَلَيْنَا وَعَلَى وَالِدِينَا وَأنْ نَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ.

  • منجيات ومهلكات

    منجيات ومهلكات

    *فَاتَّقُوا اللهَ مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ وَاسْلُكُوا سَبِيلَ السَّلَامِ وَالنَّجَاةِ، وَاحْذَرُوا سُبُلَ الضَّلَالِ وَالْهَلَاكِ, فَقَدْ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: (ثَلَاثٌ مُنْجِيَاتٌ: خَشْيَةُ اللهِ تَعَالَى فِي السِّرِّ وَالْعَلاَنِيَةِ, وَالْعَدْلُ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ, وَالقَصْدُ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى, وَثَلَاثٌ مُهْلِكَاتٌ: هَوًى مُتَّبِعٌ, وَشُحٌّ مُطَاعٌ, وَإِعْجَابُ الْمَرءِ بِنَفْسِهِ؛ وَهِيَ أَشَدُّهُنَّ) فَأقِفُ بِكُمْ مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ وَقَفَاتٌ مَعَ هَذَا الْكَلَامِ الْجَامِعِ لِمَسَالِكِ الْخَيْرَاتِ، الْمُحَذِّرِ عَنِ الْهَلَاكِ.
    أَمَّا تَقْوَى اللهِ فِي السِّرِ وَالْعَلَانِيَةِ: فَهِيَ مَلَاكُ الْأُمُورِ، وَبِهَا يَحْصُلُ كُلُّ خَيْرٍ وَيَنْدَفِعُ كُلُّ شَرٍّ، وَهِيَ مُرَاقَبَةُ اللهِ عَلَى الدَّوَامِ، وَالْعِلْمُ بِقُرْبِ الْمَلِكِ الْعَلَّامِ، فَيَسْتِحِيِيِ الْعَبْدُ مِن رَبِّهِ أَنْ يَرَاهُ حَيْثُ نَهَاهُ، أَوْ يَفْقِدُهُ حَيْثُ أَمَرَهُ أَنْ يَكُونَ.
    وَأَمَّا قَوْلُ الْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ: فَإِنَّ ذَلِكَ عُنْوَانٌ عَلَى الصِّدْقِ, وَالْعَدْلِ, وَالتَّوْفِيقِ، وَأَكْبَرُ بُرْهَانٍ عَلَى الْإِيمَانِ, لِأَنَّ قَهْرَ الْعَبْدِ لِغَضَبِهِ وَشَهْوَتِهِ؛ لَا يَنْجُو مِنْهُ إِلَّا كُلُّ صِدِّيقٍ، فَلَا يُخْرُجُهُ الْغَضَبُ وَالشَّهْوَةُ عَنِ الْحَقِ، وَلَا يُدخِلانِهِ فِي الْبَاطِلِ.
    وَأَمَّا الْقَصْدُ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى: فَإِنَّ هَذَا عَلَامَةٌ عَلَى قُوَّةِ الْعَقْلِ, وَحُسْنِ التَّدْبِيرِ، وَامْتِثَالٌ لِإِرْشَادِ الرَّبِّ الْقَدِيرِ (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً).
    وَأّمَّا الثَّلَاثُ الْمُهْلِكَاتُ, فَأَوَّلُهَا: هَوًى مُتَّبَعٌ، قَالَ تَعَالَى: ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ) وَإِنَّ الْهَوَى مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ لَيَهْوِي بِصَاحِبِهِ إِلَى أَسْفَلِ الدَّرَكَاتِ.
    وَأَمَّا الشُّحُّ الْمُطَاعُ: فَقَدْ قَالَ تَعَالَى: (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) وَاعْلَمُوا أَنَّهُ مَنِ انْقَادَ لِشُحِّهِ, فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ؛ فَإِنَّ الشُّحَّ يَحْمِلُ عَلَى الْبُخْلِ, وَمَنْعِ الْحُقُوقِ، وَيَدْعُو إِلَى الْقَطِيعَةِ وَالْعُقُوقِ، وَيُغْرِي بِالْمُعَامَلَاتِ السَّيِّئَةِ مِنَ الْبَخْسِ, وَالْغِشِّ وَالرِّبَا، فَهُوَ يَدْعُو إِلَى كُلِّ خُلُقٍ رَذِيلٍ.
    وَأَمَّا إِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ: فَإِنَّهُ مِنْ أَعَظَمِ الْمُهْلِكَاتِ؛ لِأَنَّ الْعُجْبَ بَابٌ إِلَى الْكِبْرِ, وَالزَّهْوِ, وَالْغُرُورِ، وَوَسِيلَةٌ إِلَى الْفَخْرِ وَالْخُيَلَاءِ, وَاحْتِقَارِ الْخَلْقِ الذِي هُوَ مِنْ أَعْظَمِ الشُّرُورِ.
    *فَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ أَنَّ: الثَّلَاثَ الْمُنْجِيَاتِ: خَشْيَةُ اللهِ تَعَالَى فِي السِّرِّ وَالْعَلاَنِيَةِ, وَالْعَدْلُ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ, وَالقَصْدُ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى, جَمَعَتْ كُلَّ خَيْرٍ مُتَعَلِّقٍ بِحَقِّ اللهِ, وَحَقِّ النَّفْسِ, وَحُقُوقِ الْعِبَادِ، وَصَاحِبُهَا قَدْ فَازَ بِالقِدْحِ الْمُعَلَّى, وَالْهُدَى, وَالرَّشَادِ.
    وَالثَّلَاثَ الْمُهْلِكَاتِ: هَوًى مُتَّبِعٌ, وَشُحٌّ مُطَاعٌ, وَإِعْجَابُ الْمَرءِ بِنَفْسِهِ, مَنْ جَمَعَهَا فَهُوَ مِنَ الْهَالِكِينَ، وَمَنِ اتَّصَفَ بِهَا فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ, وَاسْتَحَقَّ الْعَذَابَ المُهِينَ, فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَرَاضِ اللهِ، وَطُوبَى لِمَنْ وُقِيَ شُحَّ نَفْسِهِ, فَكَانَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ، وَعَرَفَ نَفْسَهُ حَقِيقَةً, فَتَواضَعَ لِلِحَقِّ, وَخَفَضَ جَنَاحَهُ لِلْمُؤمِنِينَ.
    مَنَّ اللهُ عَلَيَّ وَعَلَيْكُمْ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَمَعَالِيهَا، وَوَقَانَا مَضَارَّهَا ومَسَاوِيِهَا، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنَفُسِنَا, وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا.