يا أهل الحفير..لقد أتاكم عدوكم فاحذروه!!
11-23-2009 07:22 مساءً
5
0
5062
![]() | ![]() | |
بسم الله الرحمن الرحيم وبه استعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: الأعداءُ المتربصون بالإنسان كثيرٌ.. فمنهم من يقضي على قلب الإنسان وعقله!! ومنهم من ينقلُهُ إلى الدار الآخرة.. ومنهم من يدمرُ صحةَ الإنسان ويكلِفُهُ عناءَ العيش!! ومنهم المؤذي!! ومنهم من هو دون ذلك.. فقمتُ بجمعِ بعضِ الفوائدِ من كتبٍ متفرقةٍ من المكتبةِ الشاملةِ - مع تصرف يسير - رجاء نفع نفسي وإخواني بذلك.. روى ابن المبارك عن صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر قال: كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا حضر الشتاء تعاهدهم و كتب لهم بالوصية: (إن الشتاء قد حضر و هو عدو فتأهبوا له أهبته من الصوف و الخفاف و الجوارب و اتخذوا الصوف شعارًا[1] و دثارًا[2]فإن البرد عدوٌ سريعٌ دخوله بعيدٌ خروجه). و إنما كان يكتب عمر إلى أهل الشام لما فتحت في زمنه فكان يخشى على من بها من الصحابة و غيرهم ممن لم يكن له عهد بالبرد أن يتأذى ببرد الشام و ذلك من تمام نصيحته و حسن نظره و شفقته و حياطته لرعيته رضي الله عنه. وروي عن كعب رضي الله عنه قال: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام أن تأهب لعدوٍ قد أظلك. قال: يا رب من عدوي و ليس بحضرتي عدو؟ قال: بلى الشتاء. وليس المأمور به أن يتقي البرد حتى لا يصيبه منه شيء بالكلية فإن ذلك يضر أيضًا. وقد كان بعض الأمراء يصون نفسه من الحر و البرد بالكلية حتى لا يحس بهما بدنه فتلف باطنه!! و تعجل موته!! فإن الله بحكمته جعل الحر و البرد في الدنيا لمصالح عباده فالحر لتحلل الأخلاط و البرد لجمودها فمتى لم يصب الأبدان شيء من الحر و البرد تعجل فسادها, ولكن المأمور به اتقاء ما يؤذي البدن من الحر المؤذي و البرد المؤذي المعدودان من جملة أعداء ابن آدم. قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (توقوا البرد في أوله, وتلقوه في آخره, فإنه يفعل بالبدن كما يفعل بالشجرة في أوله يحرق! في آخره يورق!). وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: (استعينوا على برد الشتاء بأكل التمر والزيت واستعينوا على الصيف بالحجامة). والعرب تقول: الشتاء ذكر والصيف أنثى؛ لقسوة الشتاء وشدة غلظته ولين الصيف وسهولة شكيمته. قال بعض العلماء: وعادتهم أن يذكروا الشتاءَ في كل صعبٍ قاسٍ. والصيفَ وإن تلظى قيظُهُ وحمى صلاؤه وعظم بلاؤه فهو بالإضافة إلى الشتاء هوله هين على الفقراء لما يلقونه فيه من الترح والبؤس؛ ولهذا قيل لبعضهم ما أعددت للبرد؟! قال: طول الرعدة وفظاظة الشدة. وقال يحيى بن صالح: كنّا نأتي إسماعيل بن عياش فيكرمنا ويبرُّنا ويقدم لنا من الفواكه ما يتخيّرُه ويقول: كلوا فإن الله تعالى وصف الجنّة بصفة الصيف لفواكهها، لا بصفة الشتاء، فقال عزّ وجلَّ (في سِدْرٍ مَخْضُودٍ وطلحٍ منضود وظلٍّ ممدود وماءٍ مسكوب وفاكهةٍ كثيرةٍ). وعن مجاهد قال: مَثَلُ المؤمن كمثل النملة تجمع في صيفها لشتائها. وقيل لأعرابي: ما أشدّ البرد؟ قال: إذا أصبحت الأرض نديّة، والسماء نقية، والريح شآمية. ورُئي أعرابي يرتعد يوم قرّ فقيل له: تحوّل إلى الشمس. فقال: الشمس اليوم تحتاج إلى قطيفة!!. وسُئِلَتْ أعرابية عن أصعب الشتاء في البادية؟ فقالت: يوم الريح الباردة!!. وفي الختام: أعانني وأعانكم اللهُ على حُسْنِ الاستعدادِ والمواجهةِ. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. محمد الخالد 6 12 1430 [1] الملابس التي تلي البدن كالفنايل والسراويل. [2] الملابس الخارجية. | ||
![]() | ![]() |