• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 02-10-2024

رسالة من الجد عجي إلى أحفاده !!

23
0
4578
 



لا أدري كيف أبدا هذه الرسالة ؟
لأنني بكل صراحة لا أدري ما يحدث، فهل هو حلم أم تخيّل؟! فقد كنت في يومٍ من الأيام جالساً وأفكر فما حدث، ويحدث من أحداث تخص العشيرة، يترآى ليَّ إني انظر إلى جدي عجي، ولكن ما أفزعني هي تلك النظرة الحادة الغاضبة التي كان ينظر بها إلىَّ حتى تخيَّلت إني أحس بحرارة ما يُعانيها في تلك اللحظة،
ثم بعد ذلك أشاح بوجهه عني ربما لأنه لا يريد رؤيتي أو لكي لا تشتت تفكيره أي صوّر لأهمية ما يريد إيصاله لنا هنا، قال:
ماذا تريدون مني؟! أو بالأ صح ماذا تريدون إن أفعل ؟! هل تريدون إن اجمع عظامي التي لا يستطيع جمعها إلا الله سبحانه وتعالى وانفض التراب عن كفني واخرج لكي أدافع عن نفسي وعن حقوقي التي أخذتم تتنازلون عنها واحدة تلو الأخرى؟!

إنني أريد أسألك سؤالاً يابُني. فقلت: تفضل يا جدي وكان جبيني يسيل عرقاً من شدة الخجل! وقال: إذاً ما فائدة أن ينجب الإنسان؟! هل لمجرد التكاثر؟ هنا جاوب على نفسه وقال طبعاً لا، لأن وبكل بساطة حتى الحيوان يتكاثر والنبات أيضا! ولكن الإنسان ينجب لكي يترك له خلفاً يخلفه ويحيي ذكره، ولكن انتم لم تفعلوا ذلك!!

وأقولها لك بالفم الممتلئ حتى أن بعضكم استخسر وضع لقبي على هويته الشخصية فلماذا هذا الجحود ألستُ أنا جدكم حتى لو وضعتوا أسم أحدى أفخاذ أبناء الزميل ؟! ولكنكم تجاهلتموني أو بالأحرى تخليتم عني!! وهذا حق من ابسط حقوقي عليكم وهذا الشيء يؤلمني يابُني كثيراً.
ثم أشاح عني بوجهه مرة ثانية، ربما ليخفي دموعه عني بتلك اللحظة. ولكن صوته الذي خنقته العبرة فضح ما أراد إخفائه، ولكني سارعت بتقبيل رأسه وكفيه وحاولت الارتماء لتقبيل قدميه، ولكنه منعني من ذلك الفعل، وقال: لا أحب الذل حتى لو كان محاولة للاعتراف بالذنب.
وهنا قاطعته وأقسمت له بأننا نفتخر به وها أنذا أحد أحفاده إمامه أحمل الدليل على كلامي وأخرجت له بطاقة الأحوال الشخصية التي يزينها اسمه وأنني أحمل اسمه تاجاً على رأسي لكي اخفف عنه شدة الغضب. وقلت:
يا جدي أذا كان هناك فئة من أبنائك تتخذ ألقاباً غير أسمك فلهم عذرهم لأن الظروف أجبرتهم على ذلك وليس اختيارا منهم. ولكنه قاطعني بحدة مكملاً، والذي يؤلمني أكثر عندما أسمع أن يتربص بعضكم لبعض، بل وقد يبحث أحدكم عن زلات أخيه وابن عمه!! وهذا لا أرغبه فيكم بتاتاً، وأنا الذي كنت أتمنى، بل أحلم أن تكونوا مضرب المثل لغيركم بالتآخي والتكاتف، وكذلك تكنوا يداً واحدةً على الخير جميعاً، فأما بالحلم لم يتحقق ولم تعد تنفع الأماني، واستطرد قائلاً:
ما يهمني اليوم، وماذا ستتركون لأولادكم، وأحفادكم؟ وماذا ستورثونهم؟ وأمنيتي الأخيرة هي أن لا أجد أحفادي القادمون بعد أعوام على ما أنتم عليه اليوم من سوء الحــــال.
ثم هم بالانصراف، وقلت له: لحظة يا جدي، من فضلك لو سمحت، فاستوقفته بقولي:
لا تنس يا جدي العزيز أنك أنجبت رجالاً لهم مكانتهم وهناك الكثير يحلمون بما حلمت به وفيهم الخير الكثير ولله الحمد ويعمل الآخرون لهم ألف حساب،
ثم نظر وتبسم تبسماً خفيفاً لا يخلو من الحسرة ثم قال:
هذا جزء من الحلم، واستطرد قائلاً:
أنا عندي أمل بأن يتحقق الحلم كاملاً إن لم يكن بايديكم، فسيكون على أيدي الأحفاد إن شاء الله تعالى. ثم نهض وقال:
أنا تأخرت كثيراً، ولكن ابلغ سلامي إلى جميع أحفادي بدون عدد أو تخصيص وكذلك ابلغ سلامي إلى أحفاد أبي سهيل بن زميل أبناء إخوتي وهم الثنيان، والسلمان، واللويش، والذرفان، وانتهت هنا المحادثة.
وأنا بدوري أضعها بين أيديكم أيها الأبناء والأحفاد.

رُؤيا بقلم/ ســنَد الحَــطَّاب