• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 02-10-2024

هل جربتم لغة الحوار بالحواجب؟!

4
1
3368
 



في سفري الذي بدأته قبل اسبوع تقريبا من المنطقة الشرقية إلى منطقة حائل صاحبه العديد من المواقف الممتعة والطريفة.

كنت في نشوة السفر وذروة السعادة ومزيج من الوله والغربة معاً، وكعادتي عندما أكون سائحاً في أرض الله الواسعة أتلذذ بمنظر كل ما أراه، وأحيانا أتلذذ بتعذيب نفسي حالما أستعيد ذكريات الماضي الجميله التي عشتها ومضت. وبالرغم من امتداد الطريق والمسافة الطويلة حاولت أن أتكيّف مع ذاتي، ومن الأسلحة التي كنت اقتنيتها لمجابهة مئآت الكيلومترات وأنا خلف مقود السيارة سلاح الغناء.

وقد ذكر الباحثون أن اكتشاف المرء لصوته والاستمتاع بغنائه ليس مجرد تجربة سطحية، بل إن الغناء يزيد من قدرة الفرد على التعبير، ويؤدي إلى تحسن حالته الصحية والنفسية والفكرية. وذهب خيالي رأساً إلى خوض التجربة بعدما صدّقت هذا البحث ووضعته على محمل الجد فأبحرت مع هزجي وترنيمي، وكأنني في حفلة شبه ساهرة.

ولكن حصل لي مالم يكن في الحسبان، فقد انهارت طبقة حبالي الصوتية وفقدت ثلاثة أرباع صوتي وبدأ الصوت كأنه سماعة مذياع مثقوبة حتى أصبح الصوت مجرد وشوشة وحشرجة، أي كلام مختلط حتى لا يكاد يفهم، فظننت إن صوتي قد أنتهت صلاحيته، أو ربما قد يكون ذلك من اعراض انفلونزا الخنازير، غير أنني لجأت إلى الطبيب لإصلاح ماقد عبث به الغناء.

فقد زرت طبيباً، وكلما سألني أجبته برفع حاجبيّ عوضاً عن رفع صوتي المفقود، فأمر الممرضة أن تجري لي فحصاً مبدئياً، وكما فعلت مع الطبيب كلما سألتني الممرضة أجبتها برفع حاجبيّ عوضاً عن رفع صوتي المفقود، فبهتت المسكينة ولم تستطع أن تفهم حالتي، غير أنني لمحت من تعبيرات وجهها إنها تظن أنني مصاب بانفلونزا الغرام!!

وفي نهاية الأمر صرف لي الطبيب علاجاً وقال لي: استعمل الدواء ولا تتكلم، يعني استمر على الصمت!! فرفعت حاجبيّ له، يعني إن شاء الله، وودعته برفع الحاجبين.

قلت في نفسي: \"سلم لي على\" أصحاب الإبل عندما يصدحون فوق إبلهم بالأهازِيج والحُداء دون إن يتأثر حبلاً أو تنهار طبقة!!
سبق أن طرحت سؤالي، هل جربتم لغة الحوار بالحواجب؟! إذن جربوها مع الزوجة فقط !!



سعد الحطاب ..