• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 02-10-2024

رجـال (( البلاي ستيشن ))

7
0
5104
 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي سيدنا محمد أشرف المرسلين وخاتم النبيين.

طبعا العنوان غريب بعض الشئ ولكن يقول المثل ( تعيش وتشوف ) يكاد يجمع الكثير منا بأنه سمع الكثير من المصطلحات التي تدل على صفة أو ميول أو منهج أو أسلوب الكثير من الرجال سواء كانت هذه الصفات أو المصطلحات حسنة أم سيئة
فالمصطلحات والصفات التي ينتمي إليها أصناف الرجال الحسنة حدث ولا حرج كذلك السيئة حدث ولا حرج .

فإذا تطرقنا وفي إطار عام لبعض مايوصف به الرجال ظاهريا وأقصد ظاهريا أي مايراه الآخرون في الرجل فهناك عدة عوامل وهي طبيعة عمله وبيئته وهيئته وتصرفاته ومعاملته مع الآخرين قد يحكم الناس عليه وينسب وهو لايعلم إلي صفة من الصفات قد تكون صفة حميدة وقد تكون العكس .

فمثلا رجال الاقتصاد من بعض استراتيجتهم ( اللي مايحسب القليل مايحسب الكثير) وغيرهم ينعتهم بصفة ( البخلاء ) .

وآخرين رجال دين زاهدين بحياتهم باعوا الدنيا واشتروا آخرتهم منهجهم ( الدنيا لاتساوي جناح بعوضه ) والآخرين ينعتونهم بصفة ( الإرهابيين ) .

ورجال إدارة يشددون علي إتباع النظام في العمل والأداء الجيد وتشجيع الكفاءات ووضع الرجل الكفء في المكان المناسب بغض النظر عن أي محسوبية منهجهم ( العمل أمانة ) والأخرين ينعتونهم بصفة ( لاحشمة ولا تقدير ) .

ورجال كرم يجودون بما رزقهم الله من رزقه منهجهم ( ان الله كريم يحب الكرم ) والأخرين ينعتونهم بصفة ( التبذير والإسراف ) .

فا|لأمثلة عديدة وتسميات الرجال كثيرة فهناك رجل دولة وآخر رجل مناسبات وآخر رجل علم وفلان رجل شاعر ورجل رياضي ورجل أعمال ورجل حكيم وآخر حليم ورجل روائي ( مسولفجي ) ورجل شهم ورجل مثقف ......الخ والآراء مختلفة بين البشر أي أنه قد تكون لك صفة حسنة يكرهها الآخرون ويعيبها آخرون والبعض الآخر يثني عليك ويطالبك بالتمسك بها .
ليست هناك مشكلة بكل ماتطرقنا له ولكن المشكلة تكمن إذا كان الرجل فعلا يحمل صفة سيئة نعت بها وجها لوجه من رجال لايخافون بالحق لومه لائم مثلا أن يكون رجل منافق أورجل بخيل أو رجل نمام ( مربط عصائص ) أو رجل خبيث ونذل لئيم ينكر الجميل والمعروف ومنهجه بالحياة قابل الحسنة بالسيئة أو رجل إمعه ( معاهم معاهم عليهم عليهم ) ورجل على الهامش ( إن جاء مازادنا وإن راح مانقصنا ) ورجل متسلق ( يصعد علي ظهور الرجال ) ورجل مايستحي ولا ينتخي ( مغسول وجه بـ..... ) ورجل لايقدر كبير ولا يدلل صغير ( أحمق ) ......الخ ولكي نكون منصفين بعض الرجال قابلين للتغيير من السيئ للأحسن لأنها صفات قد تكون مكتسبة من البيئـــة التي حولهـم ولكن البـعض تجـري في عروقـه كروموسومــــات وراثيــة ( DNA ) عفنــه لايستطيع التغييـر ( لاحياه لمن تنادي).
نلاحظ أن جميع الصفات والمصطلحات سواء كانت الحسنة والسيئة منها ربطت في كلمة مشتركة فيما بينها وهي كلمة ( رجــل ) .
ولكن مايثير اهتمامي في مجتمع أعيش فيه أنه كنا في الماضي نقول هذا رجل قومي ناصري وذاك رجل شيوعي وهذا رجل ليبرالي ورجل اتجاهه ديمقراطي ورجل داعم للتيار الوطني ثم مر بنا المجتمع في حقبه جديدة وهي هذا رجل اسلامي ( كأن الباقين غير مسلمين ) وذاك رجل شعبي وهذا رجل حكومي ( ذنب وبصام ) ورجل اصلاحي (كأن الدنيا كلها خربانه ) ثم يأخذنا الزمان ليرينا العجب العجاب وهو نوع جديد من صفات أو مصطلح الرجال ( سمها ماشئت ) التي لم تكن موجودة منذ سيدنا آدم (عليه السلام ) وهي مسمي للأسف متداول حاليا في المجالس والمقاهي وهي ( رجال البلاي ستيشن ) بل إن الأمر متطور لدرجة يصعب تفسيره , بل هناك مجالس قائمة على البلاي ستيشن , فعند دخول الرجل الديوان فإنه يجلس بجانب الرجل الريالي إذا كان رجل رياليا أو يجلس بجانب الرجل البرشلوني إذا كان رجلا برشلونيا بل أن لك تقديرا واحترام غير طبيعي إذا كنت ممن يجيدون مسك يده البلاي ستيشن , بل أن رواد الديوان يحرصون علي وجودك في الديوانية وإذا غبت عنهم تفتقد ويبدأ السؤال عليك عسي ماشر وينه الليلة اللعب بالبلاي ستيشن مالها طعم وفلان ماهو موجود طبعا البرشلوني مايسأل إلا عن البرشلوني والعكس صحيح.
لقد ( زاد الطين بله ) وجود يده للبلاي ستيشن ( وايرلس ) تعمل عن بعد فتجد الرجل أول مايقلط ويجلس علي المركي يقدم له يدة البلاي ستيشن بدل القدوع وفنجال القهوه بل تجد أنه لايضع شئ أمامه مثل القدوع أو ماشابه لأنه قد ينفعل مع اللعب ويرفس في قدمه بل إن هناك أصوات غريبة تخرج من مجلس البلاي ستيشن كاصياح والنياح والسب والشتم واللعن علي اللاعب أو الحكم الظالم أو اليده الغير جيدة ليس فقط من يلعب ويمسك باليده بل أنه حتي الجمهور ( أي رواد الديوان ) تجدهم قد أصبحوا مدربين محترفيين يعرفون خطط اللعب وأسماء اللاعبين وجنسياتهم وقدراتهم والتكتيك باللعب ( لو إنك تلعب علي الجناح وتبدل اللاعب الفلاني أسرع من اللاعب فلان وذلك اللاعب أطول خله راس حربه ....الخ) طبعا في المناسبات الرسمية تجده صفر على الشمال ( صمٌ بكم ) مايعرف يسولف .

في صغرنا كنا وما زلنا نري آبائنا في صدور المجالس يتحدثون ويتداولون أفعالهم وأفعال آباءهم وأجدادهم وما فيها من شجاعة وكرم وفروسية والتي يتخللها أبيات من الشعر التي تدل على أفعالهم ولكن الآن تجد الأب ممسكا بيدة البلاي ستيشن والإبن ينظر الي والده بالساعات وهو منفعل مع اللعب وعيون أباه طايره للتلفزيون ويصيح الأب بأعلي صوته لللاعب على الشاشة ( عطيتك إكس ليش ماعطيت باص , ضغطت دائرة ليش مارفع للهجوم ....) هذا واقع لامفر منه والمشكلة إن الأب يقطع وعدا لأبنه بأنه إذا نجح سوف يشتري بلاي ستيشن له بينما الواقع أنها له هوْ وليس لأبنه .
ماذا نتوقع من الجيل القادم ؟ ماهي سوالفهم عن آبائهم اللي هو جيلنا نحن ماذا تركنا لهم لينقلوه الي أحفادنا ؟ طبعا هذا الواقع الأليم لاينطبق علي الكل فمن جيلنا من هو حريص علي غرس الدين والقيم والأخلاق الحميدة في أبناءه والبعد كل البعد عن كل ماهو مضيعة للوقت ( لو خليت خربت ) .
الله يستر في المستقبل إذا تقدمت لخطبة بنت فلان الفلاني لولدك وسألك أبو البنت وشلون ولدك مع البلاي ستيشن وشو الفريق اللي يلعب فيه والخطة اللي يلعب فيها ولازم ألاعب الولد وأشوف قدراته والولد يفوز علي أبو البنت ويضحي بالبنت وأبوها .
قبل سنوات كنا نعرف رجال بالكاد يسولف سالفة مكسرة وتفاجأت بهم السنة الماضية يتكلم عن الشعر والشعراء وهذا البيت مكسور وذاك مجبور والقصيدة الفلانية ( تطفح ) في بحر الظلمات وتلك ( طبعت ) في بحر الروم , تأثير شاعر المليون والقنوات الفضائية الخاصة بالشعر والشعراء علي الأقل كان التطور للأفضل ولكن هل بالمستقبل القريب سوف نجد مسابقة ( رجل البلاي ستيشن ) أو ( رجل اليده الذهبية ) أو( لاعب المليون ) ؟ الذي فاز علي جميع متسابقين العالم العربي وحمل ( بيرق البلاي ستيشن ) واستقبل بالمطار من قبل الجموع الغفيره وعلي رأسهم وفد شركة سوني اليابانية .
وماهو تأثيرها علي الفرد والمجتمع ؟ وهل يصنف رجال البلاي ستيشن تصنيف حسن أم سيئ ؟. الرسالة