عندما يقسو على الضعيفِ الرُّحَمَاءُ
07-05-2012 06:30 صباحاً
3
0
3540
بسم الله الرحمن الرحيم وبه استعين
تحدث أحد المصابين في حادث مروري - وأنا أسمع - عن لحظة إفاقته من غيبوبة الحادث, فقال: نظرت إلى نفسي, فأول ما وقع في قلبي أن مدينتنا قد احْتُلَّتْ من الدولة الفارسية الخبيثة وأنهم قد عاثوا في الأرض فسادًا, هكذا تيقنت للحظة الأولى من الإفاقة!! قال: ونظرت إلى من حولي من المرضى - اللذين لا حراك لهم - فلم يتطرق إليَّ شك أنهم قد قتلوا في هذه المعركة الباسلة, فأنظر - وقلبي يكاد أن يطير - إلى يديَّ الموثقتان بحبلٍ على السرير وأنا أنتظر أن يُفْعَلَ بي ما فُعِلَ بهم, وأن الدورَ آتٍ عليَّ, أحاول أن أصرخ!! أحاول فك القيود!! بلا فائدة.. وأنا لا أستطيع الكلام أبدًا, أفكر في الهرب!! وأنا أرى بعيني مسالخَ للبشر!! لكن إلى أين المفرُّ؟! أعود فأنظر إلى الممرضات بنظري الضعيف جدًا من آثار الحادث فأرى كأن الغبار يعلو ملابسهن فأقول: ويحي!! إن هذا الغبار الجاثم على ملابسهن ما هو إلا من كثرة الترداد على المقبرة ذهابًا وإيابًا لنقل جثث الموتى!!
قال: وبين الفينة والأخرى.. يمرُّ عليَّ أحد الزوار فيقف عندي قليلًا ولا يتحدث لأن (الأطباء) قد منعوهم من الحديث معي.. ثم يذهب فأقول: إنه ما ذهب إلا ليبحث عن مفقودين آخرين بعد انتهاء المعركة!!
هذه الخواطر كانت كالجيوش الجرارة التي حطَّمَت فؤادي أيامًا, ولا أحد يحسُّ بما أنا فيه لا من العاملين في المستشفى ولا من الأقارب ولا من الزوار.
هذه القصة لها نظائر كثيرة تَحْدُثُ للمفيقين من الإغماءات بعد الحوادث..
بقي معاشر الإخوة السؤال المهم لكم:
ما المانع أن يخبر المريض بعد إفاقته سواءً من الأطباء أو من الزوار أنه قد أصيب في حادث وأنه الآن بخير وهو الآن في المستشفى, رحمةً به وشفقةً عليه من مصيرٍ مشابهٍ لمصير صاحبنا وأمثاله؟!
السهيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلي 15 / 8 / 1433 هـ
تحدث أحد المصابين في حادث مروري - وأنا أسمع - عن لحظة إفاقته من غيبوبة الحادث, فقال: نظرت إلى نفسي, فأول ما وقع في قلبي أن مدينتنا قد احْتُلَّتْ من الدولة الفارسية الخبيثة وأنهم قد عاثوا في الأرض فسادًا, هكذا تيقنت للحظة الأولى من الإفاقة!! قال: ونظرت إلى من حولي من المرضى - اللذين لا حراك لهم - فلم يتطرق إليَّ شك أنهم قد قتلوا في هذه المعركة الباسلة, فأنظر - وقلبي يكاد أن يطير - إلى يديَّ الموثقتان بحبلٍ على السرير وأنا أنتظر أن يُفْعَلَ بي ما فُعِلَ بهم, وأن الدورَ آتٍ عليَّ, أحاول أن أصرخ!! أحاول فك القيود!! بلا فائدة.. وأنا لا أستطيع الكلام أبدًا, أفكر في الهرب!! وأنا أرى بعيني مسالخَ للبشر!! لكن إلى أين المفرُّ؟! أعود فأنظر إلى الممرضات بنظري الضعيف جدًا من آثار الحادث فأرى كأن الغبار يعلو ملابسهن فأقول: ويحي!! إن هذا الغبار الجاثم على ملابسهن ما هو إلا من كثرة الترداد على المقبرة ذهابًا وإيابًا لنقل جثث الموتى!!
قال: وبين الفينة والأخرى.. يمرُّ عليَّ أحد الزوار فيقف عندي قليلًا ولا يتحدث لأن (الأطباء) قد منعوهم من الحديث معي.. ثم يذهب فأقول: إنه ما ذهب إلا ليبحث عن مفقودين آخرين بعد انتهاء المعركة!!
هذه الخواطر كانت كالجيوش الجرارة التي حطَّمَت فؤادي أيامًا, ولا أحد يحسُّ بما أنا فيه لا من العاملين في المستشفى ولا من الأقارب ولا من الزوار.
هذه القصة لها نظائر كثيرة تَحْدُثُ للمفيقين من الإغماءات بعد الحوادث..
بقي معاشر الإخوة السؤال المهم لكم:
ما المانع أن يخبر المريض بعد إفاقته سواءً من الأطباء أو من الزوار أنه قد أصيب في حادث وأنه الآن بخير وهو الآن في المستشفى, رحمةً به وشفقةً عليه من مصيرٍ مشابهٍ لمصير صاحبنا وأمثاله؟!
السهيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلي 15 / 8 / 1433 هـ