• ×
الأحد 11 مايو 2025 | 05-08-2025

الأطفال والمساجد في رمضان

0
0
2866
 
الأطفال والمساجد في رمضان
يكثر تجمع الأطفال في المساجد في رمضان , وخاصة في التراويح والقيام , ليس لهدف الصلاة إنما لهدف اللعب والمرح مع أصحابهم , فيتسابقون تارة ويتكلمون بصوت مزعج تارة أخرى , وإذا ما بدأت الصلاة ازدادت حركاتهم ولعبهم ، وإذا ما صلوا كانوا بقرب بعضهم فأخذوا يتغامزون ويتلازمون ويتهامسون بنبرة مسموعة .
ومما لا شك فيه أن كل هذا يسبب الإزعاج للمصلين ، مما ينجم عنه عدم الخشوع ، وعدم التركيز في الصلاة أو في قراءة القرآن أو في الدعاء .
والغريب في الأمر أنك لا تجد أحد من المصلين وخاصة الإمام يتكلم أو ينهر هؤلاء الأطفال أو يحذرهم , بل يطلقون لهم العنان فيما يفعلون , والسبب يعود أنهم يخشون التسبب في مشكلة مع ذويهم فيما لو نهروهم أو حذروهم .
ومن المشاهد التي شاهدتها يوماً , أن أحدهم يحضر أطفاله للمسجد , فيأخذ زاوية يقرأ فيها القرآن , بينما أولاده يلعبون في المسجد بشكل مزعج جداً ، ولم يكلف نفسه حتى بالإشارة إليهم أن اجلسوا أو لا تزعجوا المصلين .
مثل هؤلاء يعتقدون أنهم يربون أولادهم على ارتياد المساجد بمجرد وجودهم فيه ، بينما الأولى أن يعلموهم أولاً آداب المسجد واحترام المصلين وعدم إزعاجهم .
فصلاتنا أصبحت لا خشوع فيها ولا هدوء من الإزعاج ، وهذا ما أحسست فيه , بأنني أصلي بدون خشوع وطمأنينة , فما أن تنسجم قليلا مع القرآن حتى مر عليك طفل يتسابق مع صديقه , وذلك الطفل يتحدث بصوت مسموع .. إلخ .
وما أن تنبه أحد الأطفال وتلتفت جهة أخرى حتى تجد عشرات غيره قد تفرقوا في زوايا مختلفة , فمن تنهر ومن تعلم ؟ فما العمل ؟
إن العمل يبدأ أولاً من البيت , فيجب تعليم الأولاد على احترام المساجد , وأن اللعب فيها محرم , وأن الكلام الجانبي الذي يزعج المصلين لا يجوز , ثم يأتي دور الإمام الذي يفترض فيه أن يكون مسؤولاً عن المسجد , كما أنه يفترض أنه يعرف أهالي الأطفال , ثم يأتي دور المصلين بطرد أي طفل يسبب الإزعاج أو نهره وتنبيهه , ولا يجوز الاحتجاج بكلام مثل دعه يعتاد المساجد , أو دعه يتعلم فيرى ويسمع ويصلي , لأن اعتياد المساجد وتعلم الدين لا يكون بهذه الطريقة , فالمساجد لها حرمتها والمصلين لهم احترامهم .
المصيبة , أنه في كثير من الأحيان ، تجد أن والد الطفل أو الأولاد ضمن المصلين , ولا يلتفت إلى ابنه لتنبيهه على الأساس الذي ذكرناه أنه يلعب في المسجد حتى يعتاد على المساجد أفضل من لعبه في الشارع أو في البيت , وينسى هذا الرجل أن المساجد لله وللعبادة وليست للعب أولاده .
ملاحظه : قد لا تكون هذه الظاهرة منتشرة في كل المناطق , ولكنها موجوده بكثره في المناطق الشعبية والقروية , والسبب كما هو معلوم بساطة هذه المناطق وبساطة كثير من سكانها .