• ×
السبت 27 أبريل 2024 | 02-10-2024

قلوب وجلة وأعينن دامعة

4
0
3439
 قلوب وجلة وأعينن دامعة

من منّا لا يبكي في أحد مواقف حياته، لا يتكلم مع أحد، ويكتفي بالعزلة بعيدا عن الآخرين، ولو كانت هذه الحالة في موقف بسيط أو ثوانٍ معدودة؟! وبما أن البكاء فعل غريزي لا يملك الإنسان دفعه غالباً فإنه مباح بشرط ألا يصاحبه ما يدل على التسخط من قضاء الله وقدره، ولعل من يداهمهم البكاء في بعض الأحيان، يتفقون معي بأن البكاء أجمل وأعذب لغات العالم، فهو يجعل العاطفة تبحر فيما ترغب.
وعن نفسي فأقول ما أجمل البكاء في بعض الأحيان فقد مررت بالكثير وأعلم لماذا؟!
جميلة هي الدمعة حينما تستدعيها العاطفة الجياشة في مواقف ﻻ نستطيع فيها الصمود أو إخفاء الضعف، إضافة إلى كونها سليمة وصحية تخفف من ألم صدمة عابرة.

وعلى جمال الدمعة وهيبتها ووقارها، فقد ذكر ذلك الشاعر أبو فراس الحمداني حين قال:
إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى .... .وأذللتُ دمعاً منْ خلائقهُ الكبرُ، إلا أن الدمع ليس محبذاً في المواقف غير اللائقة كالتي نشاهدها في ملاعب الكرة، ولو نظرنا لتلك الدموع التي تنهمر لوجدنا أن أسبابها «أتفه» من التافهة، وعلى الرغم من تفاهة الموقف، إلا أن دموع اللاعبين كثرت وتزايدت بشكل غريب خلال كأس العالم الذي أقيم مؤخراً في البرازيل حتى اضطر بعض المدربين إلى استدعاء طبيب نفسي لمعرفة أسرار ذرف تلك الدموع!.
فبالطبع ليس من العقلانية أن تبكي من أجل فوز أو خسارة في المسابقات الرياضية، بل حاول أن تكون باكياً من خشية الله { إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ }، فذلك الذي تطفيء الدمعة منها أمثال البحور من النار، وأقوى مترجم عن القلوب الوجلة الخائفة، فنسأل الله تعالى أن يجعل قلوبنا وجلة، وأعيننا دامعة من خشيته.

سعد محمد الحطاب

- - - - - - - - - - - - - - - - -