حب ولاة الأمر
02-16-2015 10:44 صباحاً
1
0
4114
روى أن جبلة بن الأيهم الغساني ملك آل جفنة .. لما أسلم فرح عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه- بإسلامه ، ثم بعث يستدعيه ليراه بالمدينة .. فركب في حلقه الكثير من قومه ، وكان يوم دخول المدينة شهود .. دخلها وقد ألبس خيوله قلائد الذهب والفضة .. ولبس تاجا على رأسه .. مرصعا بالألى والجواهر ، فلما سلم على عمر .. رحب به وأدنى مجلسه وشهد بالحج مع الفاروق في هذه السنة ، فبينما هو يطوف بالكعبة .. إذ وطئ إزاره رجل من بني فزارة فأنحل فرفع جبله يده .. فهشم أنف الرجل .. فشكاه إلى عمر .. فأحضره وسأله .. فاعترف جبلة .. فحكم عمر بالنفوذ ، فقال جبلة كيف وأنا ملك وهو سوقه ؟َ فقال عمر : إن الاسلام جمعك وإياه .. فلست تفضله الا بتقوى .
يحضر أيضا قول أبو بكر -رضي الله عنه- القوي فيكم ضعيف عندي حتى أخذ الحق منه .. الضعيف فيكم قوي عندي حتى أخذ الحق له .
هذه -يا أحبابي- هي السهم الذي ينطلق من قلب ولي الأمر إلى قلوب رعيته ، نحن لا ننكر أن تكون الدولة قوية فتية ذات بأس تزداد به من تسول له نفسه الاعتداء عليها .. بيد أن سيف العدل أقصى وأقوى . انظروا إلى ولي أمرنا -رعاه الله ووفقه- كيف أنه يسلم على الصغير ويستمع له ويمضي إلي العجوز ويجيب طلبه ، هذه ورود بلاد أستنشق الناس عبيرها .. حتى إذا جاء وقتها .. أرسلوها في الأجواء .. تسأل عن صحة الإمام .. وتبعث أشواقها .. وتنتظر مقدمه إلى أرض الوطن .. فتقابله بالبشر والسرور والحب والحبور .
ولذا بقي عمر .. وبقي أبو بكر .. وسيبقى كل ولي أمر .. آثر راحة شعبه على راحته .. وكان شغله الشاغل إرضاء الله برضا الناس .
إن الإمام سائس الناس باختيار إلهي يسوس العامة والخاصة والعالم والجاهل والضعيف والقوي والراجح .. لا ينبغي له أن يضجر مما يبلغه عنهم ، وذلك للآتي :
أولا : لأن عقله فوق عقولهم , وحلمه أفضل من أحلامهم , وصبره أوثق من صبرهم .
ثانيا : إن العلاقة التي بين السلطان والناس علاقة إلهية وهي أوشج من العلاقة التي بين الوالد وولده , فالملك والد كبير يحتاج الولد حنوه , ورفقه , واجتلاب المنفعة له .
ثالثا : إن مصالح الرعية متعلقة بالراعي , ومسيرتها متعلقة بتدبيره .. ورفاهيتها موقوفة على حسن نظره , وإذا نظرنا إلى ما سبق .. وجدنا أن الله تعالى حبانا بولاة أمر أحبونا قبل أن نحبهم .. وأولونا برعايتهم وحسن تدبيرهم ، من أجل ذلك كنا معهم في سياستهم وألزمنا أنفسنا بالوفاء ببيعتهم .. طالما أن محبتهم مقتبسة من شريعة الإسلام السمحة .
رحم الله فقيد الأمه والدنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، وأطال الله في عمر والدنا الملك سلمان بن عبدالعزيز ، وحفظ الله وطننا من كل سوء .
خالد سعد العطنان
يحضر أيضا قول أبو بكر -رضي الله عنه- القوي فيكم ضعيف عندي حتى أخذ الحق منه .. الضعيف فيكم قوي عندي حتى أخذ الحق له .
هذه -يا أحبابي- هي السهم الذي ينطلق من قلب ولي الأمر إلى قلوب رعيته ، نحن لا ننكر أن تكون الدولة قوية فتية ذات بأس تزداد به من تسول له نفسه الاعتداء عليها .. بيد أن سيف العدل أقصى وأقوى . انظروا إلى ولي أمرنا -رعاه الله ووفقه- كيف أنه يسلم على الصغير ويستمع له ويمضي إلي العجوز ويجيب طلبه ، هذه ورود بلاد أستنشق الناس عبيرها .. حتى إذا جاء وقتها .. أرسلوها في الأجواء .. تسأل عن صحة الإمام .. وتبعث أشواقها .. وتنتظر مقدمه إلى أرض الوطن .. فتقابله بالبشر والسرور والحب والحبور .
ولذا بقي عمر .. وبقي أبو بكر .. وسيبقى كل ولي أمر .. آثر راحة شعبه على راحته .. وكان شغله الشاغل إرضاء الله برضا الناس .
إن الإمام سائس الناس باختيار إلهي يسوس العامة والخاصة والعالم والجاهل والضعيف والقوي والراجح .. لا ينبغي له أن يضجر مما يبلغه عنهم ، وذلك للآتي :
أولا : لأن عقله فوق عقولهم , وحلمه أفضل من أحلامهم , وصبره أوثق من صبرهم .
ثانيا : إن العلاقة التي بين السلطان والناس علاقة إلهية وهي أوشج من العلاقة التي بين الوالد وولده , فالملك والد كبير يحتاج الولد حنوه , ورفقه , واجتلاب المنفعة له .
ثالثا : إن مصالح الرعية متعلقة بالراعي , ومسيرتها متعلقة بتدبيره .. ورفاهيتها موقوفة على حسن نظره , وإذا نظرنا إلى ما سبق .. وجدنا أن الله تعالى حبانا بولاة أمر أحبونا قبل أن نحبهم .. وأولونا برعايتهم وحسن تدبيرهم ، من أجل ذلك كنا معهم في سياستهم وألزمنا أنفسنا بالوفاء ببيعتهم .. طالما أن محبتهم مقتبسة من شريعة الإسلام السمحة .
رحم الله فقيد الأمه والدنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، وأطال الله في عمر والدنا الملك سلمان بن عبدالعزيز ، وحفظ الله وطننا من كل سوء .
خالد سعد العطنان