• ×
الأربعاء 1 مايو 2024 | 02-10-2024

حقوق المؤلف

2
0
3491
 




حقوق المؤلف

دأبت دول العالم الحديث منذ دخول القرن التاسع عشر على عقد القمم والاتفاقات وإنشاء المنظمات والتحالفات فيما بينها و ذلك من أجل الحفاظ على مصالحها وحقوقها وتجنبا للأزمات والحروب والمشاكل الناتجة عن ذلك وخير مثال منظمة الأمم المتحدة بما فيها من إيجابيات وسلبيات , فأي دولة تريد أن تكسب احترام وثقة واعتراف المجتمع الدولي يجب أن تكون عضو في هذه المنظمة حيث تخضع إلى واجبات وحقوق حالها حال الدول الأعضاء طبعا ماعدا الدول الخمس دائمة العضوية .

ومن هنا دعونا نتطرق إلى الحقوق والواجبات التي يكتسبها الفرد بمجرد انضمام الدولة التي يحمل جنسيتها إلى أي من هذه المنظمات العالمية , فالمنظمات العالمية كثيرة ومتعددة كذلك الاتفاقيات ولكن ليس كل الدول أعضاء في هذه المنظمات أو طرف في هذه الاتفاقيات فمثلا منظمة المؤتمر الإسلامي تقتصر فقط على الدول الإسلامية كذلك اتفاقية الدفاع المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي لاتشمل دول مثل إيران والعراق .

وما يهمنى عزيزي القارئ في هذا المقال وعلى عجالة هو إبراز أهم الاتفاقيات التي تخص حقوق الملكية الفكرية وما يقصد فيها والضوابط العامة لحماية حقوق المؤلف والتي هي من ضمن البنود المتعددة لهذه الاتفاقيات بين بعض دول العالم .

فعند كتابة شخص ما مقالة أو طرح موضوع أو إبداء أي فكرة أو كتابة بحث فعندئذ نجد هناك من يعارض هذا الموضوع أو هذه الفكرة أو ذلك البحث بحجة أن الكاتب الفلاني أو الباحث الفلاني أو المفكر العلاني قد سبقه إلى تلك الفكرة أو ذاك البحث أو علنتان من الناس تكلم في هذا الموضوع وأنة تعدي على حقوق الآخرين واختلس أفكارهم.

فلتعلم عزيزي القارئ و الكاتب والباحث والعالم أن العالم أهتم في حفظ حقوق الملكية الفكرية وسن القوانين والاتفاقيات على مستوي الدول وبالتالي الأفراد .

فاتفاقية تربس (TRIPS) حددت بوضوح أن حماية المؤلف تقتصر على النتاج أو التعبير وليس الأفكار ذاتها أو الإجراءات والأساليب التي اتبعت لإنجاز هذا العمل . أي أنة لايجوز لمؤلف أن يطالب بالحماية لفكرة طرحها وعبر عنها بأسلوبه في أحد الأعمال إذا ماتناول آخرون هذه الفكرة ذاتها ولكن بأسلوب تعبير يختلف , إنما يحق الحماية فقط في حالة ما إذا استخدم الآخرون نفس الألفاظ والتعبيرات والتركيبات الجملية التي استخدمها المؤلف للتعبير عن الفكرة وهو مايعد اقتباسا حرفيا غير مسموح بة .

والغرض من قصر الحماية على التعبير دون الفكرة إنما ينطوي على الرغبة في إثراء النشاط الفني والأدبي الذي يتجلي ابداعة أصلا في التعبير أكثر مما هو في الأفكار . بل انه من المفيد للمناخ الفني والأدبي أن يقوم أكثر من مؤلف بالتعبير عن فكرة بعينها بأساليب تعبيرية مختلفة ومبتكرة .

ولقد أدى ازدهار العلوم والفنون والارتباط الوثيق بين التطور العلمي والتكنولوجي والازدهار والإبداع الفني والأدبي منذ أواخر القرن التاسع عشر إلى الاهتمام العالمي في كافة المجالات ومنها حقوق الملكية الفكرية والمقصود بحقوق الملكية الفكرية \"هي مجموعة الضوابط التي تنظم حقـوق المؤلف للأعمال الفنيـة والأدبية وما يشابهها من إبداعـات\" .

ومنذ بداية القرن الثامن عشر تعد حقوق المؤلف من الموضوعات التي لقيت اهتماما كبيرا في مختلف دول العالم ففي سنة 1709 صدر أول قانون لحمايــة حقوق المؤلف في بريطانيا وكان يعرف بقانون الملكة آن .
كذلك في فرنســا أصدر الملك لويس السادس عشر في عام 1777 مرسوماً تشريعياً يضمن الاعتراف بحق المؤلف وفي 1790 حـدد أول قانون فيدرالي لحق المؤلف في الولايــات المتحدة والبلاد العربية كان في سنة 1910 طبق أول تشريـع عثماني لحماية حق المؤلف وفي المغرب سنة 1916 أصدر القانون المغربي أول قانون عربي خالص لحماية حقوق المؤلف أما في زمن الاستـقلال كان أول قانــون عربي لحماية حقوق المؤلف هو القانون المصري سنة 1954.

وقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1948 حقوق المؤلف كحق أساسي من حقوق الإنسان عندما تم النص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حيث نصت المادة (57) منه على أن لكل فرد الحق في حمايــة المصالح الأدبية والمادية المترتبة على إنتاجه العلمي والأدبي والفني .

هذا على صعيد القوانين التي صدرت لحماية حقوق المؤلف كفرد أما الاتفاقيات الخاصة لحماية حقوق المؤلف بين الدول كانت أول اتفاقية متعددة الأطراف بين الدول هي اتفاقية برن في سويسرا عام 1886 حيـث أصبحت فيـما بعد إحـدى الاتفاقيـات التي تشرف عليها المنظمة العالمية للملكية الفكرية WIPO التي أنشئت في عام 1967 ودخلـت حيز التنفيذ عام 1970 ثم تحولت إلى إحدى الوكالات المتخصصة للأمم المتحدة في عام 1974 وتضم في عضويتها حاليا تقريبا 147 دولة عضوا وتشرف على 23 اتفاقية دولية تتناول حقوق الملكيـة الفكريـة بمختلف جوانبها وإجراءاتها وفي عام 1952 أبرمت الاتفاقية العالمية لحقوق المؤلف تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة UNESCO .

وسوف أتطرق قليلا إلي اتفاقية برن على اعتبار أنها أول اتفاقية تتم بين دول حيث تقضى أن كافة أعضائها هم أيضاً أعضاء في إتحاد برن الذي أنشئ بمـوجب هذه الاتفاقيـة وتتمتع الأعمال الفنية والأدبية لمواطني أي دولة عضـو في الاتحاد بالحماية في أراضي كل الدول الأخرى الأعضاء فيه .بما في ذلك أعمال الترجمة والنقل التي تتم بطريقة مشروعة للأعمال الأجنبية.

فمثلا إذا ماتمت ترجمة أحد الأعمال باللغة الإنجليزية إلي اللغة العربية يتمتع المترجم بطريق مشروع بحماية هذه الترجمة كعمل أدبي مستقل لايجوز لآخرين استنساخه وإعادة طبعة دون ترخيص منة . وتكون الحماية تلقائية وفقا لأحكام الاتفاقية دون الحاجة إلي أية إجراءات معينة كالإيداع والتسجيل والإخطار . عكس المتبع مثلا بالنسبة لبراءة الاختراع . كما أنه هناك التزام من الدول الأعضاء بتعديل تشريعاتها الوطنية لتتوافق مع أحكام الاتفاقية بهدف توحيد النظم القانونية المنظمة لحقوق المؤلف وفقا للمادة (36) من اتفاقية برن.

كما أن الحق في الترجمة وإعادة الطبع وإذاعة العمل والإلقاء العام وتحويل العمل إلى فيلم تعرف بالحقوق الماديـة للمؤلف كما أقرتها اتفاقية برن بغض النظر عن أسلوب تصرف المؤلف في حقوق المادية كذلك الحق في الاعتراض على أي تحريف أو تجزيء أو تعديل يخل بمضمون العمل أو رأي المؤلف أو كرامته وسمعته .

ووفقاً لاتفاقية برن تتمتع المصنفات الفنية والأدبية بفترة حماية (50) سنة بعد وفاة المؤلف المضافة بالطبع إلى حياة المؤلف ذاتها، باستثناء التصوير الفوتوغرافي وأعمال الفن التطبيقي التي تتمتع بفترة حماية 25 سنة فقط منذ تاريخ إنجاز العمل واتفاقية تربس زادت عليها بفترة حماية التصوير الفوتوغرافي وأعمال الفن التطبيقي بفترة حماية 50 سنة بدل 25 سنة .
هذه هي بعض أهم جوانب أحكام اتفاقية برن للمصنفات الفنية والأدبية.

ومن أهم الاتفاقيات لحماية حقـوق المؤلف هي :

1- اتفاقية برن لحماية المصنفات الفنية والأدبية 9/9/1886 .
2- الاتفاقية العالمية لحقوق المؤلف الموقعة في جنيف في 6/9/1952 تشرف عليها اليونسكو ويبلغ عدد أعضائها 127 دولة .
3- اتفاقية التسجيل الدولي للمصنفات السمعية والبصرية- اتفاقية الفيلم في أبريل 1989.
4- اتفاقية مدريد لتفادي الازدواج الضريبي على عوائد حق المؤلف 23 ديسمبر 1979.
5- اتفاقية واشنطن لحماية الدوائر المتكاملة 26 مايو 1989.