تعليم الأجيال القادمة

 

	تعليم الأجيال القادمة مواضعي الاجتماعية وعلى ما يبدو تثير جدلا واسعا بين السيدات قبل السادة .. ولا أعلم لماذا .. ولكن ذلك يبقى في النهاية أمر صحي .. وفضلت أن اكتب اليوم في مجال تربوي ... خصوصا وانني قد لاحظت بان الكثيرين يهملون تعليم ابنائهم .. والتعليم الذي أقصده هنا هو التعليم التربوي وليس المدرسي .. لأنه الدراسة المجانية منحت الفرص للجميع ليتعلموا .. لكن يبقى دور البيت والأسرة .. ان توفير الأدوات اللازمة لممارسة الثقافة ليست دائما كافية .. فأن أجلب كمبيوتر لابني في المنزل ليس كافيا وان اوفر له سبل الاتصال عبر الانترنت غير كافية ... وان أدرسه لغات اجنبية ليس كافيا.. يجب ان لا نلغي الدور التوجيهي والتثقيفي للأسرة .. لذلك يجب على الأب والأم كذلك ان يثقفوا أنفسهم .. يجب أن يدركوا بأن الانترنت ليست وسيلة تعليم فهي ربما تكون وسيلة تهديم قيم وعادات .. فانترنت بوابة واسعة يطل منها ابنك او ابنتك على الدنيا فان لم يتم استخدامها بالطريق الصحيح فقد تقودك الى متاهات ودهاليز خاطئة وسمعنا الكثير عن الحوادث التي حدثت بسبب الانترنت.. لا تمنعه من المنزل .. لكن كن مثقفا كفاية لتعرف ماذا يفعل ابنك وابنتك خلف الشاشة .. وليس ذلك فقط يجب ان تكون على معرفة بكافة سبل الحماية ضد المواقع المنافية للآداب وكذلك المواقع التي تحمل أفكارا هدامة لأبناء في سن تتقبل كافة الأفكار والمعتقدات .. قد يعتقد البعض ان الغاء الكمبيوتر .. وربما الغاء الانترنت من المنزل افضل من كل هذه العملية المعقدة.. ولكن اليوم الانترنت لا يمكن الاستغناء عنه في الدرس والبحث وفي الوظيفة وفي كافة امور الحياة اليومية... ودائما لنواجه الظواهر الجدية يجب ان نثقف انفسنا ونتسلح بكل ما يمكننا لنجعلها في صالحنا .. لا ان نمنعها ونختبىء منها ... مثل بعض الفضائيات وبرامجها الهادمة والتي تشجع على اعتناق أفكار منسلخة عن تقاليدنا وعاداتنا.. لقد خلق الله لنا عقلا نفكر به ونحلل الصح من الخطأ .. وهذا العقل البشري هو جهاز ان لم تطوره بشكل مستمر قد لا يكون قادرا على اتخاذ حكم صحيح في يوم ما .. وتطويره يكون بالتثقيف والبحث والقراءة والاطلاع .. وأفضل طريقة لمواجه اي ظاهرة جديدة هو تقوية الوازع الديني لدى أبنائنا .. تقوية الضمير.. تفعيل مراقبة النفس فيما نفعل.. فبتلك الطريقة سيحمي أبناؤنا أنفسهم من خطر الانزلاق.. وقوية الوازع يكون بغرس حب الثقافة والعلم والدين.... يكون في النهي عن المنكر والأمر في المعروف في حياتهم العادية .. بتوعيتهم في أمور دينهم ودنياهم ... فيما يجب ولا يجب ... الموضوع كبير وشائك .. ولكل انسان رؤيته الخاصة في مثل هذه الأمور بقلم / بنت العجي