الاسباب العشرة الموجبة لمحبة الله
12-30-2008 06:43 مساءً
0
0
2149
![]() | ![]() | |
بنت الشيوخ المرسل لعلك أخيتي سبق وأن غمرتك سعادة واحتواك سرور ، كذاك الذي وجده أصحاب رسول الله عندما سأله رجل سؤال فأجابه إجابة أثلجت صدورهم وأشرقت لها نفوسهم ... أتدرين ما السؤال وما الإجابة .. ؟ ؟ هاك فأسمعي .. ! عن أنس قال : بينما أنا ورسول الله خارجين من المسجد فلقينا رجلاً عند سدة المسجد ، فقال : يا رسول الله متى الساعة ؟ قال رسول الله : ما أعددت لها ؟ قال فكأن الرجل استكان . ثم قال : ما أعددت لها كبير صلاة ولا صيام ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله . قال : ( فأنت مع من أحببت ) . فلماذا فرح أصحاب رسول الله بهذا الحديث كل هذا الفرح حتى أنهم لم يفرحوا بشيء بعد الإسلام فرحهم به ؟! أتعلمين أخيتي لمـــــــــــاذا ؟ ؟ ؟ إنهم فرحوا لأنهم أعلموا بأن الصدق في محبة الله تعالى ورسوله يدرك به المرء منزلة قلما توصل إليها الأعمال .. فعمل العبد كثيراً ما يلحقه الآفات والفترات والنقائص . أما إذا استجمع الإنسان في قلبه محبة صادقة خالصة دائمة لله ورسوله فإن ذلك يعوض نقصان عمله ، ويبلغه المنازل العالية التي ربما قصرت عن بلوغها همته وتقاصرت عن استشرافها قامته . فالمحبة يزكو بها العمل القليل ، ويبارك بها في الجهد اليسير ، فلا المجتهد السابق مستغن عنها ولا القاصد أو المقصر مفلح بغيرها . إن المحبة على هذا أمر عظيم وشيء جليل .. إنها شأن آخر إنها المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون وإليها شخص العاملون ، وإلى علمها شمر السابقون وعليها تفنى المحبون ، وبروح نسيمها تروح العابدون فهي قوت القلوب وغذاء الأرواح وقرة العيون ، وهي الحياة التي من حرمها فهو في جملة الأموات ، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات ، والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام ، واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم والآم .. تالله لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة ... وقد قضى الله يوم قدر مقادير الخلائق بمشيئته وحكمته البالغة : أن المرء مع من أحب . فيا لها من نعمة على المحبين سابغة ، تالله لقد سبق القوم السعاة وهم على ظهور الفرش نائمون ، وقد تقدموا الركب بمراحل وهم في سيرهم واقفون من لي بمثل ســــيرك المــدلل تمشي رويداً وتجيء في الأول ولكن هذا لا يعني انفصال المحبة عن العمل أو استغناء المحب عن طاعة من يحب ... لا فكما أن كل عمل يؤدي بلا محبة لا روح فيه فكذلك كل محبة تدعى بغير عمل لا صدق فيها ، بل كل إيمان يزعم بدون محبة ولا عمل فلا حقيقة له ومحبة الله تعالى في الإيمان ومقاماته كواسطة العقد بين حباته \" فما بعد إدراك المحبة مقام إلا وهو ثمرة من ثمارها ، وتابع من توابعها كالشوق والأنس والرضي . ولا قبل المحبة مقام إلا وهو من مقدماتها كالتوبة والصبر والزهد وغيرها فلا وصول إلى درجة المحبة من سلم الإيمان إلا بعد تخطي الدرجات قبلها ، ولا صعود إلى ما فوقها إلا بعد الوصول إليها . وإذا أراد العبد منا أن يبرهن على صدق محبته أو يحصل أصل تلك المحبة أو أراد أن يرقى في مدارجها فلا بد له من العمل . وإذا أراد أن يرقى من منزلة ( المحب لله ) إلى منزلة ( المحبوب من الله ) فطريقه إلى ذلك .. العمل . ولا أراني وإياك إلا في أشد الحاجة إلى الوقوف عليها والتأمل فيها ، حتى نستجمع منها لأنفسنا زاداً أثناء السفر وبعد انتهاء السفر إلى دار المستقر . ولا أظنك أخيتي إلا حريصة على بنا مستقبل لك هناك ... ! نعم مستقبل هناك ... فالمستقبل على الحقيقة هناك ، أما هنا فالمستقبل مجاز وألغاز . فابدئي أخيتي من الآن في البناء أو استأنفي البناء لهذا المستقبل ، واجتهدي في إيداع الأرصدة هناك ، فالليل والنهار خزانتان تملآن هنا وتفتحان هناك ... فاجتهدي في ملء تلك الخزائن ببراهين المحبة وعناوين الإخلاص ودلائل الطاعة . ولا تنسي الاستعانة بالله على ذلك وكوني على ذكر دائم بقوله : ( أتاني ربي عزوجل يعني في المنام فقال لي : يا محمد قل : اللهم إني أسألك حبك ، وحب من يحبك ، والعمل الذي يبلغني حبك ) فاحرصي يا غالية على العمل بالأسباب التالية : 1. قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به ، كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه . 2. التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض فإنها موصلة إلى درجة المحبوبية بعد المحبة . 3. دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال ، فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر . 4. إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى والتسنم إلى محابه وإن صعب المرتقي . 5. مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها وتقلبه في رياض هذه المعرفة ، فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة . 6. مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة فإنها داعية إلى محبته . 7. انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى وليس في التعبير عن هذا المعنى غير الأسماء والعبارات وهذا السبب من أعجبها . 8. الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه ، ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة . 9. مجالسة المحبين الصادقين والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايب الثمر . ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام وعلمت أن فيه مزيداً لحالك ومنفعة لغيرك . 10. مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عزوجل . اللهم إنا نسألك قلباً سليماً حنيفاً موحداً مسلماً مؤمناً عارفاً محققاً موحداً ، وارزقنا حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا إلى حبك آمين يا رب العالمين . | ||
![]() | ![]() |