خطبة عيد الأضحى

*فَشَرَعَ اللهُ تَعَالَى فِي عِيدِ الْأَضْحَى أَعْمَالًا جَلِيلَةً يَتَقَرَّبُ بِهَا الْمُسْلِمُونَ إِلَيْهِ، وَسَمَّاهُ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ؛ لِأَنَّ أَكْثَرَ أَعْمَالِ الْحَجِّ تَكُونُ فِي هَذَا الْيَوْمِ، وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ شَرَعَ الْأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ, وَدَعَا النَّاسَ إِلَى فِعْلِهَا قُرْبَةً إِلَيْهِ, وَزُلْفَى عِنْدَهُ, وَأَمَرَ عِبَادَهُ, فَقَالَ تَعَالَى: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ) وَأَبْوَابُ الْخَيْرَاتِ كَثِيرَةٌ مُيَسَّرَةٌ، وَطُرُقُ الْبِرِّ مُمَهَّدَةٌ وَاسِعَةٌ؛ لِيَسْتَكْثِرَ الْمُسْلِمُ مِنْ أَنْوَاعِ الطَّاعَاتِ لِحَيَاتِهِ الْأَبَدِيَّةِ, بِقَدْرِهِمَّتِهِ وَتَوْفِيقِ اللهِ تَعَالَى لَهُ.
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وَلِلهِ الْحَمْدُ.
مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ: مِنْ أَعْظَمِ مَعَانِي الْعِيدِ فِي الْإِسْلَامِ تَوْحِيدُ اللهِ تَعَالَى, وَإِفْرَادُهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالْعِبَادَةِ فِي الدُّعَاءِ, وَالْخَوْفِ, وَالرَّجَاءِ, وَالْاسْتِعَاذَةِ, وَالْاسْتِعَانَةِ, وَالتَّوَكُّلِ, وَالرَّغْبَةِ, وَالرَّهْبَةِ, وَالذَّبْحِ, وَالنَّذْرِ, وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ، وَهَذَا التَّوْحِيدُ هُوَ أَصْلُ الدِّينِ الَّذِي يَنْبَنِي عَلَيْهِ كُلُّ فَرْعٍ مِنْ فُرُوعِ الشَّرِيعَةِ، وَهُوَ تَحْقِيقُ مَعْنَى لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ, وَالتَّوْحِيدُ هُوَ الْأَمْرُ الْعَظِيمُ الَّذِي بِتَحْقِيقِهِ يَدْخُلُ الْإِنْسَانُ الْجَنَّةَ، وَإِذَا ضَيَّعَهُ الْإِنْسَانُ فَلَنْ يَنْفَعَهُ عَمَلٌ.
مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ: وَمِنْ مَعَانِي الْعِيدِ الْعِظَامِ تَحْقِيقُ مَعْنَى شَهَادَةِ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ, وَذَلِكَ بِطَاعَةِ أَمْرِهِ, وَاجْتِنَابِ نَهْيِهِ, وَتَصْدِيقِ أَخْبَارِهِ, وَعِبَادَةِ اللهِ بِمَا شَرَعَ, مَعَ مَحَبَّتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَوْقِيرِهِ (وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواْ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلْبَلَـٰغُ ٱلْمُبِينُ).
مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ: وَمِنْ حِكَمِ الْعِيدِ وَمَنَافِعِهِ الْعَظِيمَةِ حُضُورُ صَلَاةِ الْعِيدِ مَعَ الْمُسْلِمِينَ، وَمُشَارَكَتُهُمْ بَرَكَةَ الدُّعَاءِ, وَالْبُرُوزَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، إِظْهَارًا لِفَقْرِ الْعِبَادِ إِلَى رَبِّهِمْ، وَحَاجَتِهِمْ لِمَوْلَاهُمْ، وَتَعَرُّضًا لِنَفَحَاتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهِبَاتِهِ، فَفِي الصَّحِيحَيْنِ, عَنْ أُمِّ عَطَيَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُخْرَجَ فِي الْفِطْرِ وَالْأْضْحَى الْعَواتِقَ والحُيَّضَ وَذَوَاتِ الخُدُورِ، فَأمَّا الحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلاةَ، وَيَشْهَدْنَ الخَيْرَ وَدَعْوَةَ المُسلِمينَ.
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وَلِهِي الْحَمْدُ.
مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ: وَمِنْ حِكَمِ الْعِيدِ, وَمَنَافِعِهِ الْعُظْمَى: التَّوَاصُلُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، وَارْتِفَاعُ الْوَحْشَةِ، وَانْطِفَاءُ نَارِ الْأَحْقَادِ وَالضَّغَائِنِ.
فَالتَّرَاحُمُ وَالتَّعَاوُنُ وَالتَّعَاطُفُ صِفَةُ أَهْلِ الْإِيمَانِ (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَالْمَحَبَّةُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ غَايَاتِ الْإِسْلَامِ الْعَظِيمَةِ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبَتُم؟! أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وَلِلهِ الْحَمْدُ.
مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ: إِيَّاكُمْ وَأَنْوَاعَ الشِّركِ الَّتِي يَقَعُ فِيهَا مَنْ لَا عِلَمَ لَهُ كَدُعَاءِ غَيْرِ اللهِ كَائِنًا مَنْ كَانَ؛ لِجَلْبِ خَيْرٍ أَوْ لِدَفْعِ شَرٍّ, أَوِ الذَّبْحِ, أَوِ النَّذْرِ لِغَيْرِ اللهِ تَعَالَى (إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء).
وَالصَّلَاةُ مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ هِيَ عِمَادُ الْإِسْلَامِ، مَنْ حَفِظَهَا حَفِظَ دِينَهُ، وَمَنْ ضَيَّعَهَا فَهُو لِمَا سِوَاهَا أَضْيَعُ، وَهِيَ أَوَّلُ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَإِنْ قُبِلَتْ؛ قُبِلَتْ وَسَائِرَ الْعَمَلِ، وَإِن رُدَّتْ؛ رُدَّتْ وَسَائِرَ الْعَمَلِ.
وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ طَيِّبَةً بِهَا نُفُوسُكُمْ، تَحْفَظُوا بِهَا أَمْوَالَكُمْ مِنَ الْمَهَالِكِ، وُتُثَابُوا عَلَى ذَلِكَ أَعْظَمَ الثَّوَابِ.
وَعَلَيْكُمْ بِبِرِّ الْوَالِدَيْنَ وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ، وَالْإِحْسَانِ إِلَى الْأَيْتَامِ، وَذَلِكَ عَمَلٌ يُعَجِّلُ اللهُ ثَوَابَهُ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ اللهُ لِصَاحِبِهِ فِي الْآخِرَةِ مِنْ حُسْنِ الْعَاقِبَةِ، كَمَا أَنَّ الْعُقُوقَ, وَالْقَطِيعَةَ, مِمَّا يُعَجِّلُ اللهُ عُقُوبَتَهُ فِي الدُّنْيَا، مَعَ مَا يُؤَجَّلُ لِصَاحِبِهِ فِي الْآخِرَةِ مِنْ أَلِيمِ الْعِقَابِ.
وَارْعَوْا مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ حُقُوقَ الْجَارِ، فَفِي الْحَدِيثِ: (لَا يُؤْمِنُ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ) يَعْنِي شَرَّهُ.
وأَمُرُوا مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ, فَإِنَّهُمَا حَارِسَانِ لِلْمُجْتَمَعِ، وَسِيَاجَانِ لِلْإِسْلَامِ، وَأَمَانٌ مِنَ الْعُقُوبَاتِ الَّتِي تَعُمُّ الْمُجْتَمَعَاتِ (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ).
ثُمَّ إِنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ أَوْصَاكُمْ مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِوَصِيَّةٍ جَامِعَةٍ, فَقَالَ (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).

*فَإِنَّ يَوْمَكُم هَذَا يَوْمٌ جَلِيلٌ، قَالَ فِيهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَفْضَلُ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ يَوْمُ النَّحْرِ, وَيَوْمُ الْقَرِّ) وَيَوْمُ الْقَرِّ هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي يَكَونُ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ, وَتُشْرَعُ الْأُضْحِيَةُ فِي هَذِه الْأَيَّامِ، مَعَ الْإِكْثَارِ مِنَ الطَّاعَاتِ, قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عَمَلًا أَحَبَّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هِرَاقَةِ دَمٍ، وَإِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا, وَأَظْلَافِهَا, وَأَشْعَارِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ، فَطُيبُوا بِهَا نَفْسًا).
وَالشَّاةُ تُجْزِئُ عَنِ الرَّجُلِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ فِي الْأُضْحِيَةِ وَلَوْ كَانُوا مِائَةَ نَفْسٍ، وَالْأَصْلُ فِي الْأُضْحِيَةِ أَنَّهَا عَنِ الْأَحْيَاءِ, وَيُشْرَكُ مَعَهُمُ الْأَمْوَاتُ تَبَعًا, وَتُجْزِئُ الْبَدَنَةُ عَنْ سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةُ عَنْ سَبْعَةٍ، وَلَا يُجْزِئُ مِنَ الضَّأْنِ إِلَّا مَا تَمَّ لَهُ سِتَّةُ أَشْهُرٍ، وَلَا مِنَ الْمَعْزِ إِلَّا مَا تَمَّ لَهُ سَنَةٌ، وَلَا مِنَ الْإِبِلِ إِلَّا مَا تَمَّ لَهُ خَمْسُ سِنِينَ، وَلَا مِنَ الْبَقَرِ إِلَّا مَا تَمَّ لَهُ سَنَتَانِ، وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَتَخَيَّرَهَا سَمِينَةً صَحِيحَةً، وَلَا تُجْزِئُ الْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَلَا الْعَوْرَاءُ، وَلَا الْعَجْفَاءُ، وَهِيَ الْهَزِيلَةُ، وَلَا الْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ضَلْعُهَا, وَيَقُولُ عِنْدَ الذَّبْحِ: بِاسْمِ اللهِ وُجُوبًا، وَاللهُ أَكْبَرُ اسْتِحْبَابًا، اللَّهُمَّ هَذَا مِنْكَ وَلَكَ، وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَأْكُلَ ثُلُثًا, وَيُهْدِيَ ثُلُثًا, وَيَتَصَدَّقَ بِثُلُثٍ، وَلَا بُدَّ أَنْ يَتَصَدَّقَ عَلَى الْفُقَرَاءِ وَلَوْ بِجُزْءٍ يَسِيرٍ مِنْهَا, لِقَوْلِهِ تَعَالَى: (فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْقَـٰنِعَ وَٱلْمُعْتَرَّ) وَلَا يُعْطِي الْجَزَّارَ أُجْرَتَهُ مِنْهَا.
اللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ، لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ، وَلِلهِ الحَمْدُ.
أَيَّتُهَا الْأُخَوَاتُ الْمُؤْمِنَاتُ الْمُعْتَزَّاتُ بِشَرَفِ الْإِسْلَامِ الَّذِي لَا يَعْدِلُهُ شَرَفٌ: اتَّقِينَ اللهَ تَعَالَى فِي وَاجِبَاتِكُنَّ الَّتِي طَوْقَتْ أَعْنَاقَكُنَّ، فَأَحْسِنَّ إِلَى أَوْلَادِكُنَّ بِالتَّرْبِيَةِ الْحَسَنَةِ، وَاجْتَهِدْنَ فِي إِعْدَادِ الْأَوْلَادِ إِعْدَادًا سَلِيمًا نَاجِحًا، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ أَشَدُّ تَأْثِيرًا عَلَى أَوْلَادِهَا مِنَ الْأَبِ، وَلْيَكُنْ هُوَ مُعِينًا لَهَا عَلَى حُسْنِ التَّرْبِيَةِ، وَأَحْسِنَّ إِلَى الْأَزْوَاجِ بِالْعِشْرَةِ الطَّيِّبَةِ، وَبِحِفْظِ الزَّوْجِ فِي عِرْضِهِ, وَمَالِهِ, وَبَيتِهِ، وَرِعَايَةِ حُقُوقِ أَقَارِبِهِ, وَضَيْفِهِ, وَجِيرَانِهِ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَجَّتْ بَيْتَ رَبِّهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا، قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَّنَّةَ مِنْ أَيِّ أبْوابِهَا شِئْتِ).
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وَلِلهِ الْحَمْدُ.
مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ: تَذَكَّرُوا مَا أَنْتُمْ قَادِمُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ وَسَكَرَاتِهِ، وَالْقَبْرِ وَظُلُمَاتِهِ، وَالْحَشْرِ وَكُرُبَاتِهِ، وَصَحَائِفِ الْأَعْمَالِ, وَالْمِيزَانِ, وَالصِّرَاطِ يَوْمَ دَحْضِ الْأَقْدَامِ، وَاذْكُرُوا مَنْ صَلَّى مَعَكُم فِي هَذَا الْمَكَانِ فِيمَا مَضَى مِنَ الزَّمَانِ، مِنَ الْأَخِلَّاءِ وَالْأَقْرِبَاءِ، كَيْفَ اخْتَرَمَهُمْ هَادِمُ اللَّذَّاتِ، فَأَصْبَحُوا فِي الْقُبُورِ مُرْتَهَنِينَ بِأَعْمَالِهِم، فَتَيَقَّنُوا أَنَّكُم وَارِدُونَ عَلَى مَا عَلَيْهِ وَرَدُوا، وَشَارِبُونَ مِنْ كَأْسِ الْمَنِيَّةِ الَّذي شَرِبُوا (فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ).

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *