[SIZE=6]*فَهَذَا يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ اللهِ, يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ الْمَغْفِرَةِ وَالْعِتْقِ مِن النَّارِ, يَوْمٌ يَجْتَمِعُ فِيهِ النَّاسُ عَلَى الْمَحَبَّةِ، وَيَتَلَاقَوْن فِيهِ عَلَى الْفَرْحَةِ, وَيَتَبَادَلُونَ فِيهِ التَّهْنِئَةَ، يَفْرَحُونَ بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ أَنْ أَتَمَّ لَهُمُ الصِّيَامَ, وَوَفَّقَهُمْ لِلْقِيَامِ (قلْ بِفَضْلِ اللهِ وبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ).
مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ: إِنَّ قَضِيَّةَ الْقَضَايَا, وَأَصْلَ الْأُصُولِ, هِيَ: شَهَادَةُ التَّوْحِيدِ، فَإِنَّهَا أَسَاسُ الدِّينِ, وَعَمُودُ الْإِسْلَامِ، بِهَا تُخْلَعُ جَمِيعُ الْآلِهَةِ مِنْ دُونِ اللهِ، وَيُنْبَذُ أَمْرُ الْجَاهِلِيَّةِ كُلُّهُ، وَتُصْرَفُ الْعِبَادَةُ لِلهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ (اللهُ الذي خَلَقَكُمْ ثمَّ رَزَقَكُمْ ثمَّ يُمِيتُكُمْ ثمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيءٍ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ).
مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ: التَّقْوَى وَصِيَّةُ اللهِ لِلْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوْتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ) وَهِيَ وَصِيَّةُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُمَّتِهِ: (أُوْصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ, وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ) وَالتَّقْوَى هِيَ: امْتِثَالُ أَوَامِرِ اللهِ تَعَالَى، وَاجْتِنَابُ نَوَاهِيهِ عَلَى عِلْمٍ وَبَصِيرَةٍ.
مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ: إِنَّنَا أُمَّةٌ أَعَزَّنَا اللهُ بِالْإِسْلَامِ فَمَهْمَا ابْتَغَيْنَا الْعِزَّةَ بِغَيْرِهِ أَذَلَّنَا اللهُ (وَلِلهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) فَكَيْفَ يَرْضَى الْمُسْلِمُونَ عَنِ الْإِسْلَامِ بَدِيلًا، وَكَيْفَ يَقْبَلُونَ عَنْهُ تحَوْيِلًا, وَكَيْفَ يَحَلْوُ لَهُمُ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِ السَّيْرِ تَحَتَ لِوَائِهِ، أَذِلَّةً تَحْتَ أَلْوِيَةِ الْجَاهِلِيَّةِ, وَالنَّظَرِيَّاتِ الشَّرْقِيَّةِ وَالْغَرْبِيَّةِ؟.
مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ: لَقَدْ جَرَّبَ الْمُسْلِمُونَ فِي كَثِيرٍ مِن الْأمْصَارِ مَنَاهِجَ وَمَشَارِبَ شَتَّى، وَاتَّبَعُوا الْعَدِيدَ مِنَ النَّظَرِيَّاتِ وَالْمَذَاهِبِ، فَلَمْ تُغْنِهِمْ لَا قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا، بَلْ كُلُّهَا أَضْحَتْ وَسَائِلَ تَمْزِيقٍ, وَأَمْسَتْ مَعَاوِلَ هَدْمٍ وَتَفْرِيقٍ (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتْبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عنْ سَبِيلِهِ).
مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ: لَا جَامِعَ لِلْقُلُوبِ إِلَّا الْإِسْلَامُ, وَلَا غَيْرُهُ يُؤَلِّفُ بَيْنَ الشُّعُوبِ الْمُتَنَاثِرَةِ، وَالْبُلْدَانِ الْمُتَنَاحِرَةِ, فَهُوَ الدِّينُ الَّذِي تَتَلَاشَى أَمَامَهُ النَّعَرَاتُ الْعَصَبِيَّةُ وَالدَّعَوَاتُ الْجَاهِليَّةُ (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقَتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُم(.
مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ: إِنَّ التَّمَسُّكَ الْحَقَّ بِوَسَطِيَّةِ الْإِسْلَامِ بِلَا إِفْرَاطٍ وَلَا تَفْرِيطٍ يُنَقِّي فِي الْمُسْلِمِينَ السَّرِيِرَةَ, وَيَحْفَظُ لَهُمُ الْمَسِيرَةَ, وَيَقُودُهُمْ إِلَى الْاسْتِمْسَاكِ بِحَبْلِ اللهِ الْمَتِينِ, وَصَدَقَ القائِلُ:
خَيْرُ الْأُمُورِ الْوَسَطُ الْوَسِيطُ ** وَشَرُّهَا الْإِفْرَاطُ وَالتَّفْرِيطُ.
مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ: النَّاسُ مُتَسَاوُونَ فِي التَّكَالِيفِ حُقُوقًا وَوَاجِبَاتٍ، لَا فَرْقَ بَيْنَ عَرَبِيٍّ وَلَا أَعْجَمِيٍّ إِلَّا بِالتَّقْوَى، فَلَا تَفَاضُلَ فِي نَسَبٍ, وَلَا تَمَايُزَ فِي لَوْنٍ، النَّاسُ كُلُّهُمْ سَوَاسِيَةٌ كَأَسْنَانِ الْمِشْطِ, لَا يُفَاضِلُ بَيْنَهُمْ عِنْدَ اللهِ إِلَّا التَّقْوَى وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ (إِنَّ أَكْرَمَكُم عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ).
مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ: لِلصَّلَاةِ فِي دِينِ اللهِ الْمَنْزِلَةُ الْعَالِيَةُ, وَالرُّتْبَةُ السَّامِيَةُ، فَهِيَ عَمُودُ الْإِسْلَامِ, وَرُكْنُ الْمِلَّةِ, وَرَأْسُ الدِّيَانَةِ، وَهِيَ الْفَارِقَةُ بَيْنَ الْمُسْلِمِ وَالْكَافِرِ, بِهَا صَلَاحُ الْأَعْمَالِ وَالْأَقْوَالِ، أَدَاؤُهَا نُورٌ فِي الْوَجْهِ وَالْقَلْبِ, وَصَلَاحٌ لِلْبَدَنِ وَالرُّوحِ، فَهِيَ تُطَهِّرُ الْقُلُوبَ, وَتُكَفِّرُ السَّيِّئَاتِ، وَتَجْلِبُ الرِّزْقَ وَالبَرَكَةَ (وَأَمُرْ أَهْلَكَ بِالصلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى).
مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ: إِنَّ حُبَّ الْوَطَنِ أَمْرٌ فِطْرِيٌّ مَرْكٌوزٌ فِي النُّفُوسِ، فَهُوَ مَهْدُ الطُّفُولَةِ، وَمَدْرَجُ الصِّبَا، وَسِجِلُّ الذِّكْرَيَاتِ، عَاشَ فِيهِ الْإِنْسَانُ فَأَلِفَ أَرْضَهُ وَسَمَاءَهُ، وَارْتَبَطَ بِسُهُولِهِ وَجِبَالِهِ.
وَحَبَّبَ أَوْطَانَ الرِّجَالِ إِلَيْــــهِمُ * مَآرِبُ قَضَاهَا الشَّبــَابُ هُنَالِكَا
إِذَا ذَكَرُوا أَوْطَانَهُمْ خَطَرَتْ لَهُمْ * عُهُودُ الصِّبَا فِيهَا فَحَنُّوا لِذَالِكَا
ألَا وَإِنَّ مِنْ مَظَاهِرِ حُبِّ الْوَطَنِ أَنْ يَعْمَلَ الْإِنْسَانُ مَا فِي وِسْعِهِ مِنْ أَجْلِ حِمَايَةِ مُكْتَسَبَاتِهِ, وَصِيَانَةِ خَيْرَاتِهِ وَمُقَدَّرَاتِهِ، فَيَكُونُ بِذَلِكَ عَيْنًا حَارِسَةً لَهُ مِنْ كُلِّ عَدُوٍّ مُتَرَبِّصٍ، وَإِنَّ ذَلِكَ – مَعَ تَقْوَى اللهِ وَالشُّعُورِ بِنِعْمَتِهِ – شُكْرٌ لِهِذِهِ النِّعْمَةِ وَاسْتِدَامَةٌ لَهَا بِإِذْنِ اللهِ (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) وَإِنَّ الْوَاجِبَ عَلَيْنَا مِنْ مُنْطَلَقِ الْإِيمَانِ بِاللهِ، ثُمَّ مِنْ مُنْطَلَقِ حُبِّ هَذَا الْبَلَدِ الْمُبَارَكِ، أَنْ نَجْتَهِدَ فِي النُّصْحِ لَهُ, وَفِي الْقِيَامِ بِوَاجِبَاتِنَا تِجَاهَهُ, وَتِجَاهَ مُجْتَمَعِهِ عَلَى أَكْمَلِ وَجْهٍ.
مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ: إِنَّ مِنْ عِنْوَانِ سَعَادَةِ أُمَّةِ الْإِسْلَامِ أَنْ هَيَّأَ اللهُ لَهَا مَوَاسِمَ لِلطَّاعَاتِ وَأَزْمِنَةً لِلْخَيْرَاتِ, وَرَمَضَانُ مَيدَانٌ وَاسِعٌ للتَّنَافُسِ الشِّرِيفِ: اِجْتَهَدَ فِيهِ أَقْوَامٌ, وَقَصَّرَ آخَرُونَ فَأَضَاعُوا أَوْقَاتَهُمْ وَخَسِرُوا أعْمَالَهُم, غَرَّهُمُ الْإِهْمَالُ, وَالتَّسْوِيفُ, وَالْكَسَلُ, وَطُولُ الْأَمَلِ, وَمِنَ الْمُحْزِنِ جِدًّا أَنْ يُوَفَّقَ أُنَاسٌ لِعَمَلِ الطَّاعَاتِ, وَالتَّزَوُدِ مِنْ الْخَيْرَاتِ، حَتَّى إِذَا مَا انْتَهَى رَمَضَانُ نَقَضُوا مَا أَبْرَمُوا, وَعَلَى أَعْقَابِهِمْ نَكَصُوا, فَانْكَبُّوا عَلَى مُقَارَفَةِ السَّيِّئَاتِ, وَأَهْمَلُوا التَّزَوُّدَ مِنَ الطَّاعَاتِ.
*فَالْعِيدُ مَوْسِمُ بَهْجَةٍ بَعْدَ أَدَاءِ الْعِبَادَةِ، وَقَدْ قيلَ : مَنْ أَرَادَ مَعْرِفَةَ أَخْلَاقَ أُمَّةٍ فَلْيُرَاقِبْهَا فِي أَعَيَادِهَا، إِذْ تَنْطَلِقُ السَّجَايَا عَلَى فِطْرَتِهَا, وَتَبْرُزُ الْعَوَاطِفُ وَالْمُيُولُ وَالْعَادَاتُ عَلَى حَقِيقَتِهَا.
مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ: إِنَّ الْمُجْتَمَعَ السَّعِيدَ الصَّالِحَ هُوَ الَّذِي تَسْمُو أَخْلاقُهُ فِي الْعِيدِ إِلَى أَرْفَعِ ذِرْوَةٍ، وَتَمْتَدُّ فِيهِ مَشَاعِرُ الْإِخَاءِ إِلَى أَبْعَدِ مَدَىً, فَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْمُجْتَمَعُ فِي الْعِيدِ مُتَمَاسِكًا, مُتَعَاوِنًا, مُتَرَاحِمًا، تَخْفِقُ فِيهِ الْقُلُوبُ بِالْحُبِّ, وَالْوِدِّ, وَالبِرِّ, وَالصَّفَاءِ, لَكِنْ مِنَ النَّاسِ مَنْ تَطْغَى عَلَيْهِ فَرْحَةُ الْعِيدِ وَتُسَيْطِرُ عَلَى مَشَاعِرِهِ, وَأَحَاسِيسِهِ, لِدَرَجَةٍ تُنْسِيهِ وَاجَبَ الشُّكْرِ, وَالْاعْتِرَافَ بِالنِّعَمِ، وَتَدْفَعُهُ إِلَى الزَّهْوِ, وَالْإِعْجَابِ بِالنَّفْسِ, حَتَّى يَبْلُغَ دَرَجَةَ الْمَخْيَلَةِ وَالتَّبَاهِيِ, وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْطَلِقُ فِي شَهَوَاتِهِ, وَنَزَوَاتِهِ, وَمَعَاصِيهِ، وَكَأَنَّ يَوْمَ الْعِيدِ إِيذَانٌ بِمُبَاشَرَةِ الْمَعْصِيَةِ بَعْدَمَا انحَبَسَ عَنْهَا فِي رَمَضَانَ, وَمِنْهُمْ مِنْ تَأْخُذُهُ نَشْوَةُ النَّعْمَةِ الَّتِي هُوَ فِيهَا, وَيَنْسَى أَنَّ الْعِيدَ قَدْ يَأْتِي عَلَى أُنَاسٍ ذَلُّوا بَعْدَ عِزٍّ، وَتَجَرَّعُوا الْبُؤْسَ بَعْدَ رَغَدِ الْعَيْشِ، وَذَاقُوا الْعَلْقَمَ بَعْدَ وَفْرَةِ النَّعِيمِ، فَتَبَدَّلَتِ الْفَرْحَةُ بِالْبُكَاءِ, وَالبَهْجَةُ بِالْأَنِينِ وَالْعَنَاءِ.
مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ: كَمْ هُوَ جَمِيلٌ أَنْ تَظْهَرَ أَعْيَادُ الْأُمَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ بِمَظْهَرِ الْوَعْي لِأَحْوَالِهَا وَقَضَايَاهَا, فَلَا تَحُولُ بَهْجَتُهَا بِالْعِيدِ دُوْنَ الشُّعُورِ بِمَصَائِبِهَا الَّتِي يَرْزَحُ تَحْتَهَا طَوَائِفُ مِنْ أَبْنَائِهَا, فَيَجِبُ أَنْ يَظْهَرَ الشُّعُورُ بِالْإِخَاءِ قَوِيًّا، فَلَا نَنْسَى الْمَنْكُوبِينَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ مِنْ دَعْوَةٍ صَادِقَةٍ, أَوْ مَدَةِ يَدٍ حَانِيَةٍ.
وَكَمْ هُوَ جَمِيلٌ أَنْ يَقْتَرَنَ الْفَرَحُ بِالْعِيدِ, بِالسَّعْيِّ فِي تَفْرِيجِ كُرْبَةِ يَتِيٍمٍ, أَوْ مُوَاسَاةِ ثَكْلَى، أَوِ الْبَحْثِ عَنْ أَصَحَابِ الْحَوَائِجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مَالًا فَلْيُسْعِفْهُمْ بِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ, وَابْتِسَامَةٍ مُشْفِقَةٍ (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأنْفُسِكُمْ).
مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ: الْعِيدُ مُنَاسَبَةٌ عَظِيمَةٌ لِتَجْدِيدِ أَوَاصِرِ الرَّحِمِ, وَالْقَرَابَةِ, وَالصَّدَاقَةِ, فَتَتَقَارَبُ الْقُلُوبُ عَلَى الْمَحَبَةِ, وَتَجْتَمِعُ عَلَى الْأُلْفَةِ, وَتَرْتَفِعُ عَنِ الضَّغَائِنِ.
أَيَّتُهَا الْأُخْتُ الْمُسْلِمَةُ: يَا حِصْنَ الْإِسْلَامِ, وَمَصْنَعَ الرِّجَالِ: اِعْلَمِي أَنَّ الْمُؤَامَرَاتِ تُحَاكُ ضِدَّكِ لَيْلَ نَهَارَ لِكَيْ تُفْتَنِي عَنْ دِينِكِ, وَتَكُونِي لُقْمَةً سَائِغَةً فِي أَيْدِي الْمُجْرِمِينَ أَصْحَابِ الشَّهَوَاتِ الَّذِينَ مَاتَتْ ضَمَائِرُهُمْ, وَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَانْعَدَمَتْ غَيْرَتُهُمْ, وَهَانَتْ عَلَيْهِم أَعْرَاضُهُمْ.
أَيَّتُهَا الْأَخَوَاتُ الْمُعْتَزَّاتُ بِشَرَفِ الْإِسْلَامِ: اِلْتَزِمْنَ بِأَدَبِ الْإِسْلَامِ (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ) وَكُنَّ مِنَ الْقَانِتَاتِ, وَالصَّادِقَاتِ, وَالصَّابِرَاتِ, وَالْخَاشِعَاتِ, وَالْمُتَصَدِّقَاتِ, وَالصَّائِمَاتِ, وَالْحَافِظَاتِ لِفُرُوجِهِنَّ, وَالذَّاكِرَاتِ اللهَ كَثِيرًا، وَاحْذَرْنَ الشَّرْكَ, وَالزِّنَى, وَالسَّرِقَةَ, وَالْبُهْتَانَ, وَالْمَعْصِيَةَ، وَأَطِعْنَ أَزْوَاجَكُنَّ بِالْمَعْرُوفِ, وَاشْكُرْنَ جَمِيلَهُمْ عَلَيْكُنَّ, فَفِي الْمُسْنَدِ, قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأةُ خَمْسَهَا, وَصَامَتْ شَهْرَهَا, وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا, وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا, دَخَلَتْ جَنَّةَ رَبِّهَا).
وَاحْذَرْنَ أَيَّتُهَا الْمُعْتَزَّاتُ بِشَرَفِ الْإِسْلَامِ: مِنَ الْأَلْبِسَةِ الْمُخَالِفَةِ لِشَرْعِ اللهِ, كَالْمَلَابِسِ الضِّيقَةِ, وَالشَّفَّافَةِ, وَالْقَصِيرَةِ (وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ).
مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ: اِتَّقُوا اللهَ, وَوَدِّعُوا شَهْرَكُمْ بِطَاعَةِ رَبِّكُمْ, وَابْتَهِجُوا بِعِيدِكُمْ، وَأَتْبِعُوا الْحَسَنَةَ بِالْحَسَنَةِ, فَذَلِكَ مِنْ عَلامَاتِ قَبُولِ الطَّاعَاتِ, وقَدْ نَدَبَكُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى صِيَامِ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ، فَقَالَ: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ, ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.
تَقَبَّلَ اللهُ مِنِّي وَمِنْكُمُ الطَّاعَاتِ, وَأَقَالَ لِي وَلَكُمُ الْعَثَرَاتِ.
[/SIZE]
اترك تعليقاً